أقامت الإدارة العامة للقصور المتخصصة التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. هويدا عبد الرحمن اليوم حلقة نقاشية بعنوان "دور الجمعيات الأهلية ومناقشة قضايا التمويل، التدريب، التسويق، العلاقة مع الأجهزة الحكومية" أدارها الفنان عز الدين نجيب. وأشارت د. إيمان مهران أستاذ بمعهد الفنون الشعبية، إلى أن مصر لم تنشئ قوانين لحماية الحرفة أو الحرفيين، أو تسويق منتجاتها وتساءلت عن عدم بيع منتجات الحرف وتسويقها من قبل الحكومة، وعدم وجود متحف للحرف اليدوية للقطع النادرة التي يصعب إعادة تصنيعها، واصفة الحرفي باليتيم الذي لا يجد من يرعاه. وأكد مجدي الشحات أن الوزارات والهيئات العاملة في مجال الحرف البيئية تعمل في جزر منعزلة ولا توجد قوانين تقيس جودة المنتج ليتم انشاء مجلس أعلى للحرف التراثية، مشيرا لعدم وجود خطة في الدولة للحرف التقليدية ولا تسعى لوضع هذه الخطط، مؤكدا أن مركز MSI رغم تمويله الكبير إلا أنه يعمل بآليات غير مدروسة، وأكد أن الحل الفردي هو الحل الوحيد المتاح والقادر على الفعل. أشار مسعد عمران رئيس غرفة صناعة الحرف اليدوية إلى أن الغرفة مازالت ناشئة ونسعى لإصدار قوانين لضم الحرفيين دون تعقيدات كبيرة في الفترة القادمة ليتم تسويق المنتجات. وتحدثت إيمان عبد المحسن عن مبادرة باب رزق جميل لتدريب الشباب على الحرف، ومدرسة الفن الجميل بدعم من مدرسة الأمير تشارلز للفنون. وتساءل عماد الشرقاوي مؤسس مبادرة "أيادي مصرية" عن عدم تطبيق الملكية الفكرية على الحرف اليدوية وتخصيص العمل بالحرف للمتسربين من التعليم أو من فشل فيه مطالبا الدولة بعمل قانون يضم المنتج التراثي للتعاونيات ليضمن انتشار المنتج الحرفي، مؤكدا أن المبادرة بدأت بتحويل ورش صناعة الحلي الذهبي التي تم إغلاقها إلى ورش صناعة حلى من النحاس والمعدن الأبيض. وأكد د. وائل الطناحي رئيس المجلس الوطني للشباب أن المنظومة الحكومية في مصر بالكامل سيئة، واعترض على عدم وجود اللجنة الثقافية بمجلس الشعب ولجنة الصناعة بمجلس الشعب وعدم توثيق هذه الجلسات بالصوت والصورة وتساءل ماذا يفعل كل هذا الكم من القنوات العامة والخاصة والمتخصصة إذا لم تغط مثل هذه المؤتمرات، وتساءل عن عدم وجود قاعدة بيانات للحرفيين وكيفية متابعة الجمعيات التي تنهب التمويلات. وشدد على أن الفكر في العالم يتم بيعه، لكن في مصر يجب أن يبحث عن مصدر تمويل، متهما هيئة قصور الثقافة ومراكز الشباب بعدم قيامهم بأدوارهم، مشيرا إلى أن التنمية تبدأ بتغيير الوعي واحترام الحرف التراثية أولا، لتنتشر هذه الحرف وعمل مجموعة من الأفلام التسجيلية عن الحرف التراثية، وطالب وزارة السياحة بعمل معارض داجلية وخارجية، وأكد أن التسويق هو ما يحتاج لمجلس أعلى. وأكد عز الدين نجيب في نهاية الندوة أن الحرف التراثية ضاع دمها بين القبائل، فالكل مسئول والكل تخلى عن المسئولية.