تكرر سيناريو الهلع والرعب مرة أخرى خلال أسبوع واحد فقط، فبعد تعرض طائرة الخطوط الجوية الكويتية الإيرباص 300 المتجهة إلى جدة لعطل في محركها الرئيسي وهبوطها اضطراريا في مطار المدينةالمنورة الأسبوع الماضي، كادت أن تتكرر المأساة مرة أخرى أمس، الأربعاء، على نفس نوعية تلك الطائرة، رحلة إلى مطار جدة تقل 190 راكبا من المعتمرين، لولا إدارك المسئولين في اللحظات الأخيرة أن الطائرة مصابة بعطل فادح قبل إقلاعها بلحظات، الأمر الذي يتطلب إدخالها بصورة سريعة إلى غرفة الصيانة، نظرا لأن عملية الإصلاح تتطلب وقتا طويلا، دون الاكتفاء بإصلاحها أمام بوابة المسافرين. وانتهت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية من إعداد تقريرها النهائي بشأن معالجة الوضع القائم في أسطولها المتهالك، والحلول المناسبة والبديلة لمنع حدوث أي مشاكل فنية أخرى. وتم إرسال التقرير بصورة عاجلة إلى وزير المواصلات الكويتي سالم الأذينة (المتواجد حاليا في لندن)، وتضمن عددا من الحلول، منها خفض 12 ألف ساعة سنويا عن طائرات الأسطول، مما قد يوقف أكثر من 3 طائرات عن الخدمة، وإغلاق الخطوط السيادية المتوجهة إلى مصر وأبوظبي وجنيف، وتقليص التشغيل للرحلات المتوجهة إلى طهران وكوالالمبور، فضلا عن تأجير 4 طائرات بديلة لمواجهة أزمة الازدحام. وذكر مصدر لصحيفة "القبس" أنه بعد وضع التقرير النهائي فإن الوزير مخير كونه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية اتخذ جميع الإجراءات عبر التنسيق مع مجلس الوزراء في ذلك الصدد، لاسيما أن إدارة المؤسسة اتجهت في وقت سابق لطلب تأجير 3 طائرات من مجلس الوزراء، إلا أن الموافقة أوالرفض لم يتم إبلاغ المؤسسة بها. وأضاف المصدر أن الأمر الآخر في إيقاف الطائرات فجأة يتعلق بالجانب التشغيلي والمال العام، مؤكدا تأثر الحجوزات والتذاكر المدفوعة للركاب خلال 3 أشهر مقبلة، لافتا إلى أن هناك مصاريف تم دفعها مسبقا لتشغيل هذه الرحلات سواء للمطارات أو شركات الخدمات، إضافة إلى خسائر كبيرة في الإيرادات سوف تؤدي بالتأكيد إلى انخفاض قيمة التقييم للمؤسسة عند الخصخصة.