من منا لا يحب الرئيس السيسي ؟ هذا الرجل الذي جاء لسدة الحكم بإرادة شعبية عارمة ، في ظرف حرج وخطير كادت تنزلق فيه الدولة المصرية لمخطط جهنمي يستهدف اشاعة الفوضى وانهاك الجيش واسقاطه وتفكيك وتدمير جهاز الشرطة ، فأنا شخصيا واحد من ملايين من الذين انتخبوه وأوكلوه على مصيرهم وائتمنوه على كل ذرة تراب وكل شبر ونقطة ماء من مياه مصر الخالدة ، وبما انني انتخبته فمن حقي كمصري أن أسأله ومن حقه ان يجيبني ولا يضيق ذرعاً بأسئلتي. ومن حقي أيضا ً أن انتقده طالما هذا النقد بناء وهدفه الإصلاح والتطوير والتغيير للأفضل ، فالرئيس ليس منزهاً عن الخطأ وليس إلها ً معصوما ً من الآثام والشرور ، فهو بالتأكيد يخطأ ويصيب ، ونقده واجب بل وضرورة طالما أن هذه النقد لا يتعارض مع القيم الإنسانية والدينية والوطنية ، لذلك رأيت أن اغوص في هذا الحوار الافتراضي مع الرئيس انطلاقا ً من حبي له وثقتي فيه وكي لا يلقى مصير من سبقوه . * الرئيس : اسمعوا مني أنا بس ! أنا : أنا باسمعك ولكن يا ريس من القواعد الثابتة أنه لا يوجد أحد يمتلك الحقيقة المطلقة في أي مسألة ، فأنتم اقسمتم امام الله والشعب على احترام الدستور والقانون وأن ترعى مصالح الشعب رعاية كاملة وان احافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة اراضيه ، وأنا أيضاً كما اسمعك فمن الواجب بل ومن الضرورة أن تسمعني أنا أيضا حتى تكون على علم بنبض الشعب بعيدا عن التقارير الوردية ، ومن حقي بل ومن واجبي الوطني والإنساني إذا رأيت خطأ ما في قرار يتعلق بمصير امة ومستقبل وطن أن أسارع الى تنبيهك حفاظا عليك وعلى الوطن. فالنفس الإنسانية دائما آمارة بالسوء ، وتخطئ احيانا ً مهما بلغت من التقوى ، فالخليفة عمر بن الخطاب وهو احد الخلفاء الكبار لم يستنكف مرة أن يقف أمام الناس ويقول " أصابت امرأة وأخطأ عمر" كما ان الإمام الشافعي قال " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" كما أن الخليفة أبو بكر الصديق قال " إذا أصبت فأعينوني وإذا اخطأت فقوموني " ، وقال الإمام علي بن أبى طالب "رحم الله امرىء أهدى إليّ عيوبي " . والإسلام يحض على الشورى ، وفي المسيحية يقول الكتاب المقدس " الذين هم بلا مرشد يتساقطون كأوراق الشجر" ، فنحن يا ريس الشعب ونحن من حبنا لك يجب علينا أن نهدي إليك عيوبك ونحن مرآتك وبوصلتك الحقيقة التي يجب ان ترجع إليها دايما قبل اتخاذ أي قرار ، لان هناك مستشارى سوء ومنافقين كُثر حولك وآكلين على موائد كل الأنظمة فهؤلاء لا يجب فقط ان تسمعهم بل أن تسمع من الشعب ، فعندما انفرد فرعون بالقرار وقال "انا ربكم الأعلى" سقط وكان سقوطه مروعا ً ، فأحذر من النفس الآمارة بالسوء ومن المنافقين والطبالين والزمارين والهتيفة والمبخراتية والمبرراتية هؤلاء يريدون ان يخلقوا منك فرعونا جديدا ً.
* الرئيس : "تيران وصنافير "مِلك السعودية وكان لزاماً علينا اعادة الحقوق للأشقاء ومحدش يتكلم في الموضوع دة تاني ؟ أنا : طيب يا ريس فلنفترض أن الجزيرتين سعوديتان ، وهذا افتراض جدلي إلى أن يثبت العكس بالوثائق والأدلة الدامغة تاريخا ودما ووجدانا وجغرافيا وواقعا ً ، أفليس كان من الواجب أن تعرض هذه الاتفاقية التي تمس جوهرا اصيلا وجانبا مهما من جوانب الشخصية المصرية وهي ارتباطه بالارض ودفاعه عنها بالدم ، على الشعب أولا ً .. لانه هو صاحب الارض وهو السيد وهو الذي يقرر ويحقق في الامر ، فالدستور الذي اقسمتم علي احترامه كان يحتم عليكم هذا الامر ، كما ان الشعب من حقه أن يعرف أولا ً خاصة إذا كانت القضية تتعلق بسيادة وطن ، والحكومة وانتم خادمون لهذا الشعب ، الذي لم ولن يغفر من يفرط في ذرة تراب من الارض بل سيلعن من يتجرأ على التراب الوطني والسيادة ، وليه محدش يتكلم في الموضوع ده تاني يا ريس ؟ أليس من حق الشعب أن يعرف ويرى بنود الاتفاقية ، ألا يوجد في شعبك عاقل واحد او مؤرخ أو خبير عسكري أو خبير حدود دولية من حقه أن يرد ويدافع عن امر يتعلق بمستقبل وطن ؟!! فهل اقتصرتم الوطنية على الحكومة واحتكرتكم الخبرة في حكومتكم ؟؟؟ ألا يوجد عاقل واحد أو عاقلة من ابناء هذا الشعب يخرج ويناقش ويجادل ويتحاور ويحلل الفكر الفكر ؟ بصراحة أنا حزين بل ومصدوم من هذا الكلام ، واطالبك بتجميد الاتفاقية حفاظا على ظهيرك ، واي برلمان هذا يا ريس الذي تقول ان الاتفاقية ستعرض عليه ويقرر إن كانت الجزيرتين مصريتين أم لا ، يا ريس البرلمان ده لا يمثل الشعب المصري كله ، والدليل أن هناك 26 % فقط من انتخبوه وانتم تعلمون جيدا ً كيف انتخبوه ؟ أليس رئيس المجلس نفسه حكم على البرلمان ده وقال : لم اجدا برلمان في العالم بمثل هذا السوء ؟ ! أليس من بين النواب من قال : لو السعودية عايزة جزيرتين كمان تاخذهم ؟!!! يا ريس ارجع لشعبك فقط فهو صاحب القرار وهو من يمنح شهادة الاعتماد والصلاحية لاي حاكم وينصب رؤساء ويعزلهم متى أراد .. شعبك أولا يجب ترجع إليه في كل كبيرة وصغيرة ، فهو كلمة السر في استمرارك ووجودك في هذا المنصب الحساس.
* الرئيس : انتوا السبب في اللي احنا فيه اوعى تكون مصادركم شبكات التواصل الإجتماعي انتو طرف في المعادلة لحفظ مصر أنا : يا ريس أليست شبكات التواصل الإجتماعي هي التي لعبت دورا كبيرا ً في كشف مخطط الجماعة الإرهابية ونقلت نبض المصريين وشعورهم تجاه هذه الجماعة؟ أليست وسائل التواصل الاجتماعي هي التي حشدت لثورة 30 يونيو 2013 وكانت اكبر داعم لجيش مصر وشرطتها ووحدتها ؟!! أليست وسائل التواصل الاجتماعي هي التي حشدت وبقوة لنزول الجماهير لصناديق الاقتراع لانتخابكم رئيسا ً لمصر ؟!! ألستم انتم من قلتم عند استقبالكم لوفد من شباب المبدعين خلال حملتكم الرئاسية يوم 17 ابريل 2014 بالنص "موقع فيس بوك ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت "لها ايجابيات عظيمة جدا ً " !! يا ريس وسائل التواصل وباعترافكم هي اخطر واهم أدوات تقييم الاداء للمسئولين ولكم وهي أداة رقابية تضبط نفسها بنفسها لانها تعبر عن رأي الجماهير بكل صدق وشفافية وهي قادرة على الحشد ولا احد ينكر اثرها في اسقاط نظامين فاسدين مستبدين بثورتين في اقل من عامين !! فهذه الاداة الهامة بدلا من مهاجمتها يجب الاستفادة منها ووضعها في الاعتبار عند صناعة القرار كأحد قياسات الرأي العام ، حتى السيئ من بعض مما فيها يجب تحليله ، يا ريس زمن الصوت الواحد انتهى وولى بلا رجعة ... * الرئيس : ما تحقق خلال السنتين الماضيتين لم يتحقق خلال 30 سنة واهل الشر يتآمرون على مصر؟؟ أنا : يا ريس من الطبيعي جدا ً ان يكون هناك تآمر على دولة بحجم ومكانة مصر ده امر طبيعي والشعب واعي لذلك ، وهذا لا يجب ان يكون مبررا ً لمنع انتقاد اداء الحكومة أو مؤسسة الرئاسة لانه مش معقول اننا كلنا بنتآمر على مصر متى انتقادنا قرار نرى انه خاطئ وضد إرادتنا ، ومتنساش ان هناك اهل شر كثيرين في حكومتك وهم الاخطر من بعض الفاسدين وهؤلاء يجب التصدي لهم بحسم وحزم وبقوة القانون ، ومن حيث الانجازات التي تحققت في عهدك خلال السنتين وانها لم تتحق طيلة 30 سنة ، فأتفق معك فلا أحد ينكر انجازاتك ونواياك المخلصة لهذا الوطن ولكن كثيرا ما يكون الطريق إلى جهنم او الى خارج قصر الاتحادية مفروشا بالنوايا الحسنة ، فالتاريخ سيذكر انجازاتك في قناة السويس والطرق والكباري ومنظومة الخبز والتموين التي بدأت من قبل واستكملتموها ولكن هذا لا يجب الانجازات العظيمة التي تحققت في عهد الرئيس الاسبق مبارك وهي انجازات لا يمكن انكارها واهمها تطوير القوات المسلحة ومترو الانفاق وشبكة الطرق الدولية والكباري والمطارات وازدهار السياحة وارتفاع معدل النمو وغيرها ، ولكن اسمح لي ان اقول لك ان الغلابة الآن يصرخون وهناك غضب لان عائد الاستثمارات والمعونات الاقتصادية لم يصل للمواطن المطحون فما زال قطاع هائل من المصريين تحت خط الفقر وهناك ملايين ما زالوا يسكنون المقابر وهناك فساد في الحكومة بلغ شعر الرأس ، والناس مش راضية على اعتماد مصر على المعونات دون توظيف كفء لموارد مصر الغنية والثرية والتي تفتقر لها اغنى دول العالم . فالمعونات يا ريس ستؤثر لاحقا بلا شك على القرار المصري واستقلاله وستؤكد الايام المقبلة على ذلك واثق انكم ستتخذون قرارات جيدة تغني مصر بعيدا عن المعونات والمنح والتي يرى الكثيرون انها اساءة لاعظم دولة في التاريخ ، نعم مشكلة الكهرباء تم حلها ولكن الغلابا مش قادرين يدفعوا الفاتورة المبالغ فيها وفي ناس الحكومة قطعت عنهم الكهرباء والمياه بسبب استهداف الحكومة لجيوب الغلابة. والى اللقاء في بقية الحوار