هناك حكمة رائعة تقول "لا تعط وعودا وأنت في حالة سرور" لأنك في هذه الحالة ستكون كريما أكثر من اللازم وتقدم وعودا تعجز عن الوفاء بها، وهذا بالضبط ما فعله الرئيس الجديد الذى يحاول إرضاء كل الأطراف، وهو المستحيل بعينه، ويسرف في الوعود متأثرا بنشوة الانتصار، وعلى سبيل المثال الوعود بأن يتحقق الأمن ويتعافى الاقتصاد والسياحة تعود لمعدلاتها وتدور المصانع المعطلة وينخفض معدل التضخم وعجز الميزانية، كل ذلك في مائة يوم فقط، وهو ضرب من المستحيل، ومع ذلك فلا يسعنا إلا أن نتمنى للرئيس الجديد كل التوفيق وأن يعينه الله على تحقيق ما وعد به وإن كنا نظنه صعبا إن لم يكن مستحيلا. أما ثاني أخطاء الرئيس مرسي، بل خطيئته الكبرى، فهو حرصه على إرضاء الجميع بأن يضم في حكومته كل التيارات السياسية حتى تلك التي ليست لها أية شعبية، ليس ذلك فحسب بل إنها أيضا مناهضة تماما لمشروعه النهضوى الإسلامي، ولاشك عندى أنها ستبذل كل ما في وسعها لإفشاله؛ أقول إن ضم عناصر من هذه التيارات سواءً كنواب للرئيس أو حتى وزراء في حكومة جديدة فسيكون ذلك بمثابة مسمار كبير (خابور) في نعش المشروع النهضوى للرئيس الإسلامي وتياره الذى ينتمي إليه، وليته يستفيق مبكرا من تلك الأحلام الوردية والمثالية المفرطة الحالمة التي مازال يعيشها رئيسنا الجديد. والحقيقة التي أريد أن أؤكد عليها في ختام مقالي أن شياطين الإنس والجن ستتحالف معا لإفشال هذه التجربة التاريخية الرائعة والأولى من نوعها في تاريخ مصر؛ تجربة أول رئيس مدني منتخب ومن التيار الإسلامي، ولقد بدأت بالفعل هذه الشياطين عملها بكل جدية؛ يتجلي ذلك فيما يحدث من اعتداءات وقتل أحيانا لأبرياء من جانب ملتحين، وتحرش ومضايقة للمواطنين في الأماكن العامة أيضا من جانب أشخاص ملتحين أكاد أجزم أنهم من عصابات أمن الدولة البائد أو فلول الحزب الوطني الخاسئ، أقول إن هذه الشياطين تفعل ذلك لتشويه التجربة الإسلامية ولإفشال المشروع الإسلامي النهضوى، وتلك أولى بوادر هذه الحرب القذرة التي ستشتد ويستعر أوارها في الأيام المقبلة. فأرجو وأدعو الله أن يتنبه الحكام الجدد لهذه الحرب القذرة التي يشنها شياطين الإنس والجن من أعداء الداخل والخارج وأن يخزيهم الله ويفضحهم ويرد كيدهم في نحورهم.. آمين.