أولياء أمور ل"صدى البلد": * تركنا عملنا للتفرغ لدراسة أبنائنا * السمة الأساسية للمناهج المصرية.. كم كبير والمحصلة صفر * المناهج لا تراعي سن الطلبة وتوزيعها سيئ للغاية * ما فائدة "الميد تيرم" طالما يؤدي الطلبة الامتحان في المواد كاملة في التيرم * جدول الامتحانات أصاب أبنائنا بالهلاك استمرارا لحملة "صدى البلد" على المناهج المصرية ومساندة ثورة الأمهات المصريات على المناهج التعليمية، التقرير التالية يرصد أبرز مشكلات أولياء الأمور ومعاناتهم مع التعليم المصري، خاصة المناهج الكبيرة بلا فائدة. ففي هذا السياق، أكدت مريم جبران، ربة منزل، وأم لطفلين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، في مدرسة خاصة، أن المناهج المصرية فرضت علينا عزلة جبرية عن الأهل والأصدقاء، فلم نجنِ منها سوى التفكك الأسري، فالمبدأ العام "ممنوع الزيارات أثناء الدراسة"، حتى الأهل أصبحنا بمعزل عنهم، فهي حالة طوارئ مستمرة طوال، إلى جانب كم المعاناة والمشكلات التي نشأت بين الآباء وأبنائهم بسبب مذاكرة مناهج عقيمة لا فائدة من ورائها. المناهج المصرية.. كم كبير والمحصلة صفر وصفت "جبران" مشكلتها مع المناهج المصرية، قائلة: المناهج المصرية تعاني من حشو كبير جدا، إلى جانب أن الموضوعات المقدمة لا تناسب سن الأطفال، ضاربة مثالا بدراسة الجهاز التنفسي والهضمي بأدق تفاصيله ومصطلحاته، إلى جانب كبر كم المنهج في ظل قصر مدة الدراسة التي لا تصل إلى 40 يوما دراسيا طوال التيرم الواحد، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك 4 امتحانات تتخلل هذه الفترة، مطالبة على الأقل إلغاء الأجزاء التي يتم الامتحان فيها فيما يسمى "الميد تيرم"، الغريب أن أبناءنا يؤدون امتحانات الميد تيرم ثم يؤدون امتحان التيرم في كل ما درسوه طوال الترم وهذا يمثل حشوا للدماغ دون طائل. وبالطبع المدرسون لا يهتمون باستيعاب الطلاب للمواد المقدمة لكنهم يسارعون للانتهاء المنهج في الوقت المحدد للدراسة. وأضافت أن أبناءنا كرهوا المدرسة ويرفضون الذهاب إليها بسبب الكم الهائل من المعلومات التي يتلقونها دون فائدة تذكر، مدللة على ذلك بدراسة شعر لشعراء مجهولي الهوية دون فائدة، والرياضيات تشمل عمليات حسابية معقدة مع ذبذبة وزارة التربية والتعليم في مسألة استخدام الآلة الحاسبة دون تحديد سن معين لاستخدامها، ودراسة فيزياء وكيمياء وبيولوجي في المرحلة الإعدادية، لافتة إلى أن المناهج المقدمة لأطفالنا تنمي لديهم العنف، ممثلة على ذلك أنه كان هناك مشهد لحرق أطفال في قصة إنجليزية مقدمة للصف الثالث الابتدائي، وقصة إنجليزية لشيكسبير في المرحلة الإعدادية. مدارس تضع مناهج صعبة و"التعليم" غافلة وتساءلت الأم: ما وظيفة مستشاري وزارة التربية والتعليم المسئولين عن وضع المناهج ومتابعة تطبيقهت في المدارس؟ مؤكدة أنهم ليس لهم وظيفة سوى تأليف الكتب الخارجية ويجنون منها أموالا طائلة. وتطرقت إلى أن هناك مشكلة خاصة في مدرسة أبنائها تمثلت في تذبذب قرارات إدراة المدرسة بصورة غير عادية، إضافة إلى عدم وجود رقابة على المدارس الخاصة، إلى جانب اختيار المناهج التي تتحكم فيه المدرسة في معزل عن الوزارة، فالمدرسة هي المسئولة عن اختيار مناهج مواد المستوى الرفيع دون وجود معايير واضحة لتقرير مدى ملائمة هذه المادة مع سن الطلبة واستيعابهم، مشيرة إلى مافيا الدروس الخصوصية التي توحشت لاستغلال أولياء الأمور واستنزافهم. وطالبت وزارة التربية والتعليم أن تستجيب لمطالب أولياء الأمور فورا ويتم تنفيذها هذا العام ولا يتم إرجاؤها للعام القادم. مربع سكني بلا مدارس فيما، أكد أحمد بدوي، كوافير رجالي، وأب لطفلة في الصف الثاني الابتدائي، أن السمة الأساسية للمناهج المصرية هي الصعوبة والكم الهائل من المعلومات، على الرغم من أن المرحلة الابتدائية هي مرحلة تمهيدية يجب فيها عدم إجهاد عقول الأطفال. وروى "بدوي" مشكلته قائلا: ابنتي في الصف الثاني التجريبي، ونحن نعاني في منطقة المعادي من قلة عدد المدارس وكبر عدد الطلبة، حتي إنني فشلت في إلحاق ابنتي الأخرى مع أختها في نفس المدرسة بسبب قلة المقاعد المتاحة في المدرسة، وأنه لجأ للتقديم لطفلته في شبرا لأنه لم يجد مكانا لها في مدارس المعادي، لابد من حل مشكلة قلة المدارس في المربع السكني، مطالبا وزير التربية والتعليم بالاستجابة إلى شكواه حتى يستطيع إلحاق ابنته بمدارس المعادي قبل شهر 10 القادم. وأضاف أننا نعاني من جبن المسئولين وأيديهم المرتعشة، فهم لا يستطيعون اتخاذ أي إجراء في صالح الطلبة وأولياء أمورهم، هذا فضلا عن صعوبة المناهج التي تجعل أولياء الأمور يلجأون إلى الدروس الخصوصية حتى للصف الأول الابتدائي، متسائلا: ما الفائدة العادة على الطفل من دراسة الجهاز التناسلي والهضمي للإنسان في المرحلة الابتدائية؟ المناهج المصرية جعلت أبناءنا مرضى نفسيين وفي السياق ذاته، أكدت نيفين فؤاد، ربة منزل، وأم ل3 بنات، توأم في الصف الأول الابتدائي وطفلة في كي جي ون، أن المعاناة الأساسية لدى أولياء الأمور هي كبر المناهج بشكل هائل، واختراع امتحانات "ميد تيرم" ثم امتحان التيرم في منهج التيرم كامل دون التخفف من المواضيع التي امتحنها الطلبة في "الميد تيرم"، متسائلة: ما الفائدة من أداء الامتحان مرتين في نفس المواضيع مرة في الميد تيرم وأخرى في التيرم؟ وقالت "فؤاد": أنا الآن ربة منزل بعد تركي عملي للتفرغ لمذاكرة بناتي، وطول المناهج وكبر الكم إلى جانب عدم مناسبتها لسن الطلبة جعلنا نسمع جملا وتعبيرات خطيرة منهم مثل "نحن نكره اللغة العربية"، بسبب كبر النصوص ودراستهم للمرادفات والتضاد ومواطن الجماليات والمعاني، وهذا يمثل ضغطا كبيرا على الطلبة، إلى جانب أن صعوبة المناهج وطولها قضت على هواية القراءة لدنا أبنائنا فأصبحوا ينتظرون الأجازات حتى يتخلصوا من الكتب والدراسة. وأضافت أن المناهج المصرية أصابت أبناءنا بالأمراض النفسية وعدم الاتزان بسبب المناهج وطولها، مطالبة بالاقتضاء في المناهج القومية بالمناهج المستوردة كما في اللغة الإنجليزية نجد الكم المقدم صغيرا والفائدة كبيرة، فيجب مراعاة مستوى التحصيل لدى الطلبة، لافتة إلى أنها تركت عملها لمراعاة دراسة أبنائها فما بالنا بمن يعاون ماديا ولا يستطيعون التفرغ لدراسة أبنائهم فيقينا سيخرج الأبناء بتحصيل صفر مع غياب أولياء أمورهم. وتطرقت إلى مشكلة أخرى وهي جدول الامتحانات فهو مهلك جدا لضغطه أكثر من مادة في يوم واحد، مطالبة بتوزيع المواد بطريقة تناسب قدرات الطلبة، وترفع عنهم الضغط النفسي.