قال الفقهاء إن أفضل وقتٍ لأذكار الصَّباح هو: ما بين الفجْر وطلوع الشَّمس، وأفضل وقتٍ لأذْكار المساء هو: ما بين العصْر وغروب الشَّمس. قال ابن القيم - رحِمه الله - في "الوابِل الصيِّب": "... طرفي النَّهار، وهما ما بين الصُّبح وطلوع الشَّمس، وما بين العصْر والغروب؛ قال - سبحانه وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب: 41، 42]، والأصيل؛ قال الجوهري: هو الوقْت بعد العصْر إلى المغرب، وجمعه: أُصُل وآصال وأصائِل . وقال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} فالإبكار أوَّل النهار، والعشيّ آخره، وقال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ} وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: "من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي" أنَّ المراد به: قبل طلوع الشَّمس وقبل غروبها، وأنَّ محلَّ هذه الأذكار بعد الصُّبح وبعد العصر". فمَن أتى بها في وقتِها، فقدْ فعَلَ ما هو خيرٌ له، ومَن أتَى بها في غير أوقاتِها، لم يأْثَم بذلك، ومِن أهل العلم مَن يستحبُّ قضاء نوافل الأعمال، بما في ذلك الأذْكار.