يتوجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى أمريكا اللاتينية يوم الأحد بهدف تعزيز العلاقات التجارية فيما تسعى تركيا لتنويع صادراتها بعيدا عن الأسواق التقليدية المتعثرة في أوروبا والشرق الأوسط. وفي أول زيارة له للمنطقة منذ عام سيقود إردوغان وفدا تجاريا كبيرا إلى تشيلي وبيرو والإكوادور. وتعمل تركيا ببطء على تعزيز علاقاتها مع أمريكا اللاتينية منذ أواخر التسعينيات عندما أصبح الرئيس التركي الأسبق سليمان ديمريل أول رئيس تركي يقوم بزيارة رسمية. وأصبح البحث عن أسواق جديدة أكثر أهمية في ظل الصراعات المستعرة في العراق وسوريا المجاورتين واللتين لطالما كانتا من أهم الشركاء التجاريين لتركيا. وزاد خلاف دبلوماسي مع موسكو التي فرضت عقوبات اقتصادية على أنقرة بعد أن أسقطت طائرة حربية روسية العام الماضي من المصاعب التي تواجهها تركيا. وقال مسؤول من وزارة الاقتصاد يساعد في الإعداد للزيارة "الفكرة الأساسية وراء زيارة إردوغان لأمريكا اللاتينية هي مساعي تركيا للوصول لأسواق جديدة والتنوع." وتابع قوله "تركيا تقوم بأعمال كثيرة مع جيرانها وهي تواجه صعوبات بسبب المشاكل المتزايدة في الشرق الأوسط." وأظهرت أحدث البيانات التجارية التركية التي نشرت اليوم الجمعة انخفاض الصادرات بواقع 11 في المئة في ديسمبر كانون الأول الأمر الذي يشير إلى أن التوتر في المنطقة له تأثيره. ولن تساعد أمريكا اللاتينية في سد هذه الفجوة قريبا لكنها واحدة من الأسواق الكبيرة الصاعدة التي فشلت التجارة التركية -التي سعت بهمة للدخول في أسواق جديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط آسيا في السنوات الآخيرة - حتى الآن في الاستفادة منها. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري مع أمريكا اللاتينية بلغ نحو عشرة مليارات دولار في 2014 مقارنة بمليار دولار فقط عام 2000. لكن هذا الرقم لا يزال يمثل هامشا ضئيلا في الميزان التجاري التركي. ووفقا لبيانات الحكومة فإن الصادرات التركية لأمريكا الوسطى والجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي مثلت 1.8 في المئة من مجمل الصادرات التركية في 2014. وكانت المكسيك أكبر مقصد للصادرات التركية في ذلك العام رغم أنها حلت في المركز الخامس والأربعين في المجمل بعد مالطا واليمن.