أكد وزير خارجية السودان الدكتور إبراهيم غندور، تمسك بلاده بالحوار مع الغرب على كافة المستويات، على الرغم من استمرار العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على الخرطوم منذ أكثر من ربع قرن، وما ترتب عليها من آثار وأضرار إنسانية كبيرة حتى الآن. وقال الوزير السوداني -في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط- "تواصلنا مع الغرب لأننا نؤمن بالحوار، مع الذين يختلفون معك قبل الذين يتفقون معك، وبدأنا حوارا مع الغرب منذ فترة طويلة، وكان هذا الحوار يتم على مستوى مبعوثين رئاسيين، ثم على المستوى الفنى ثم المستوى السياسى". وأضاف أن "الحوار تحول الآن إلى حوار بين مسئولين فنيين حول ملفات بعينها، والآن مضى أيضا إلى مستويات الحوار بين السياسيين، حتى وصلنا إلى (تفاهمات)"، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على ضرورة أن تكون لدينا خارطة طريق للوصول إلى ما يمكن أن نسميه "علاقات طبيعية". وأوضح أنه ما زال أمام الغرب والسودان "طريق يجب أن نمضي فيه قبل أن نقول أننا وصلنا على تطبيع كامل"، وكشف أن السودان مازال يخضع لقرار حصار وعقوبات أحادية، وعلى الرغم أنه قرار أحادي فرضته الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنه مفروض على دول أخرى بقوة أمريكا الاقتصادية والعسكرية والسياسية وتأثيرها على العالم، وأصبح أشبه بحصار دولي ناتج عن قرار آحادي، ولكنه قرار تطبقه الدول الأخرى على الرغم من أنه آحادي من أمريكا، ونحن لا نرى مبررا مقنعا وسنستمر في الحوار على أي حال باعتباره الطريق الوحيد للوصول لنتائج. وقال الوزير السوداني إن تقييم علاقات أي دولة "يقاس أولا بعلاقاتها بجيرانها، وهدف السودان الأول في علاقاته الدولية هو الوصول بالخلافات إلى درجة (صفرية) أي علاقات بدون مشاكل أو خلافات مع جيرانه". وأضاف "نعمل على تحسين وتطوير هذا الوضع ونحاول أن نعطيه البعد الشعبي، لأنه الأبقى دائما، حتى إذا اختلفت السياسات الحاكمة تحت أي ظرف بين الدول فإن البعد الشعبي سيعيدها إلى مسارها الصحيح، والبعد الشعبي سيحافظ دائما على ما يمكن أن نسميه "شعرة معاوية". يذكر أن وزير خارجية السودان أدلى بحديث شامل مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، يجرى بثه على عدة أجزاء أذيع منه أمس جزءان؛ أحدهما حول "نتائج الاجتماع السداسي لسد النهضة الإثيوبي" الذي عقد مؤخرا بالعاصمة السودانية الخرطوم بحضور وزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا، فيما يتعلق الجزء الثاني ب"العلاقات المصرية السودانية" وما شابها مؤخرا من بعض الخلاف والتوتر وصفه الوزير السودانى بأنه "سحابة صيف ما تلبث أن تنقشع وهو ما قد يحدث بين الأشقاء". كما أذيع في وقت سابق اليوم جزءان؛ أحدهما حول تطورات الحوار الوطني الشامل الذي تشهده السودان من أجل حسم الخلافات ونزع فتيل التوتر بين مختلف الاتجاهات والعرقيات والتوصل إلى تفاهمات ورؤى مشتركة عبر مائدة المفاوضات، والثاني حول مستقبل السلام في دارفور ومساعي السودان لإقناع الأطراف الدولية بخروج قوات اليوناميد بعد عودة النازحين واستتباب الأمن في الإقليم.