رغم تمتع دول أفريقيا بموارد طبيعية وعدد كبير من السكان؛ إلا أن معظم هذه الدول لا تستطيع بسبب الجهل والتخلف والاستعمار استغلال هذه الموارد، أو حتى تغذية شعوبها حتى تستفيد منها. وكشف "التقرير العالمى للتغذية 2015 " GNR، أنه فى مقابل كل دولار واحد يتم إنفاقه على تغذية أفضل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين يوم وثلاثة أعوام، يمكن أن يصل عائد هذا الاستثمار إلى 16 دولارا، وهو ما يمثل فرصا هائلة لتحسين حياة الملايين من الأطفال وجعلها أفضل على نطاق واسع. وقال التقرير إنه بغض النظر عن الواجب الأخلاقي المعنى بضرورة تجنب وقوع أي طفل فريسة للجوع؛ يهدف حاليا البند الثاني لأهداف التنمية المستدامة المنصوص عليها فى ميثاق الأممالمتحدة، لتحقيق فوائد اقتصادية للقضاء على سوء التغذية بين الأطفال حول العالم. وأوضح أنه يجب التأكد من تغذية الطفل بشكل صحيح وقوى، وتمتعه بنمو عقلي أكبر، وصحة أفضل على مدى سنوات عمره؛ وهو ما يعنى أنه سيصبح أكثر انتاجية، في الوقت الذي سيتراجع فيه الانفاق على الرعاية الصحية فى مجال رعاية الأمراض فى الوقت الذى سيصبح فيه المواطن أكثر سعادة. وقال الكثير من المعلقين بحماس عن العائد الديموجرافى في إفريقيا، ووفقا لتوقعات؛ فإن القارة الإفريقية - فيما يتعلق بالثروة السكانية - سيكون لديها أكبر عدد من السكان العاملين بحلول عام 2040، ولكن لن يتم تحقيق الفوائد كاملة حال عدم تلقي الأطفال التغذية السليمة، فى الوقت الذى يعنى فيه الفشل إهدار الإمكانات البشرية على نطاق واسع. وفى الوقت الذى يلقى فيه سوء التغذية بتبعاته الثقيلة على كاهل اقتصاديات العديد من الدول الأفريقية بأسرها، أصدرت "لجنة الإتحاد الأفريقى"، "برنامج الأغذية العالمي" دراسة، كشفا خلالها عن مساهمة سوء التغذية فى خفض الناتج المحلى الإجمالى فى القارة الإفريقية بنسبة 10,3% عام 2012. وتشير تقديرات "البنك الدولى" إلى أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يخسرون نحو 10% من ‘جمالى العائدات المحتملة التى يمكنهم تحقيقها على مدى عمرهم المحتمل. وكشف " مؤشر الجوع والتغذية "(HANCI )، المعنى بترتيب الحكومات وفقا لمدى التزامها السياسى بمعالجة قضايا سوء التغذية، نتائج متباينة للحكومات الإفريقية.