يواجه الاتحاد الأوروبي انتقادات لاذعة بعد أن تبين وصول ما لا يقل عن ثمانية مهاجرين إلى أوروبا باستخدام وثائق سفر متطابقة تقريبا مع تلك التي تنتمي إلى أحد منفذي هجمات باريس. وذكرت صحيفة /اكسبريس/ البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء أن الانتحارى، الذي فجر نفسه في شوارع العاصمة الفرنسية خلال الهجمات التي قتل فيها 132 شخصا على الأقل، طلب حق اللجوء في اليونان الشهر الماضي بجواز سفر سوري مزور يحمل اسم أحمد المحمد. ووفقا للصحيفة، قالت السلطات الصربية أنها ألقت القبض على رجل بحوزته جواز سفر يحمل نفس الاسم، وتاريخ الميلاد ومكان الميلاد، وادعت دخول ستة رجال إلى الاتحاد الأوروبي بنفس الوثائق. وأشارت الصحيفة البريطانية الى أن التصريحات الصادمة أثارت مخاوف من أن متطرفي داعش الذين يخططون لهجمات قاتلة في جميع أنحاء أوروبا قد يكونوا يتجولون بحرية في أي مكان في منطقة شنجن التي لا تحتاج لجوازات سفر في الاتحاد الأوروبي. وقال اللورد اندرو جرين، رئيس مؤسسة "مايجريشن ووتش" البحثية إن هذا الأمر "يؤكد إلى أي مدى أصبحت الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي مفتوحة على مصراعيها لعمليات التزوير." وأضاف جرين "سوف يتطلب الأمر عملية ضخمة لإعادة الضوابط على الحدود، وفي الوقت نفسه، فإن المخاطر الأمنية التي يشكلها من يحملون جوازات سفر وهمية في جميع أنحاء أوروبا واضحة تماما ". وذكرت الصحيفة أن ما يقرب من 670 ألف طالب لجوء وصلوا اليونان هذا العام بعد أن فروا من سوريا والشرق الأوسط، مما ترك المسؤولين في حالة من القلق حول إمكانية دخول أعداد من مسلحى داعش إلى القارة. وأشارت الصحيفة إلى أن بصمات المسلح الذي حاول مهاجمة استاد فرنسا مطابقة لمهاجر من الذين مروا عبر اليونان في أكتوبر الماضي. وأكدت السلطات أن صاحب نفس جواز السفر مر عبر مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الصربية مع مقدونيا. وقال عضو لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني جيمس بيري: "نحن مطمئنون في المملكة المتحدة لأنه ليست لدينا عضوية كاملة في اتفاقية شنجن ولذلك يتم التحقق من جوازات سفر جميع الأشخاص الذين يسافرون إلينا." وأضاف بيري "لكن أوروبا يسهل اختراقها - إذا دخل الإرهابيون من الحدود الأولي لن توجد محطات فحص أخري قبل أن يصلوا إلى المكان الذي يريدون مهاجمته." وأشار بيري إلى أن المزورين سيقومون بتوفير جوازات سفر سورية مزورة، وبطاقات هوية أو شهادات ميلاد بأقل من 165 يورو. وقال رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني كيث فاز "نحن بحاجة إلى توفير معدات وخبرات للتعامل مع احتيال المهاجرين بشكل عاجل على الحدود الجنوبية لدول الاتحاد الأوروبي"، مضيفا أن الفشل في القيام بذلك سوف يعرض حياة مواطني الاتحاد الأوروبي للخطر. وتعتقد السلطات الفرنسية أن الوثائق التي عثر عليها فوق أحد انتحاريي باريس ربما تنتمي الى جندي سوري قتل منذ عدة أشهر.