بحث مسئولون في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مع مؤسسة (بيل وميليندا جيتس) سبل التعاون في مساعدة الفقراء والمرضى بأنحاء مختلفة من العالم ، وهو أحد المجالات التي ينشط فيها الجانبان . جاء ذلك خلال زيارة العضو المنتدب للسياسات العالمية والدعوة في مؤسسة (جيتس) جو سيريل للكويت ، وقد بحث الجانبان التعاون في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك . وقال سيريل - في تصريحات له على هامش الاجتماعات - إن المناقشات التي أجراها مع المسئولين في الصندوق الكويتي هدفت إلى "محاولة فهم المجالات ذات الاهتمام المشترك ، ومنها الصحة العالمية والأمن الغذائي" ، مؤكدا أن زيارته شكلت فرصة للتعرف على طريقة عمل الصندوق وأولوياته الحالية لاستكشاف الفرص الأولية " حيث يمكن أن نعمل سويا " ، مضيفا أن المؤسسة التي يمثلها ركزت على المساعدات الإنمائية الخارجية التي بلغت قيمتها نحو 135 إلى 140 مليار دولار ، تبرع بها ما يقارب من 25 إلى 30 مانحا من جميع أنحاء العالم ، لكنه أشار إلى أن هذه المساعدات تغيرت مؤخرا نتيجة تراجع المنح ، إذ أن المزيد من المنظمات الآن تفكر في تقديم القروض ، أو خلطها مع الهبات وهو ما يعرف بالتمويل الممزوج . كما لفت الى أن زيارته إلى الكويت "تهدف لاستكشاف كيف يمكن للمؤسسة التي تعطي في الأساس منحا ، أن تعمل مع كيانات مثل الصندوق الكويتي الذي هو أساسا كيان للإقراض ، وبالتالي كيف يمكن لكل منا استخدام نقاط قوته لدعم المشاريع ذات الاهتمام المشترك" ، مؤكدا أن هناك رغبة قوية واهتماما كبيرا لدى الطرفين بالتعاون . وأوضح أنه من المجالات التي تتطلع المؤسسة للحصول على المزيد من الشركاء فيها (صندوق الحياة والمعيشة) ، وهو مشروع طموح بقيمة 5ر2 مليار دولار أطلق بشكل مشترك رسميا في يونيو الماضي من قبل المؤسسة والبنك الإسلامي للتنمية ، وساهم كل منهما بمبلغ 100 مليون دولار في تسهيلات المنح البالغ قيمتها 500 مليون دولار أمريكي ، كاشفا عن أن المؤسسة تبحث حاليا عن جهات مانحة أخرى للمساهمة في هذا الصندوق وزيادة المنح المخصصة له ، حيث يهدف الصندوق إلى رفع مستوى الدعم الذي يقدمه للمشاريع المخصصة للفقراء في دولة الأعضاء على مدى خمس سنوات . وذكر سيريل أن الصندوق يعتبر أحد تلك التسهيلات المالية الممزوجة التي شكلت "وسيلة رائعة لتوفير التمويل" لمشاريع في مجالات الصحة ومكافحة الأمراض والزراعة والبنية التحتية الأساسية الريفية في الدول الأعضاء بالبنك ، معربا عن اعتقاده بأن هذا الأمر قد يهم الكويت "ونحن متحمسون جدا لهذا الصندوق ، وأنه قد يجلب المزيد من الجهات المانحة مثل الكويت لدعم المزيد من المشاريع التي نهتم بها ". وفي سياق آخر التقي ممثل مؤسسة بيل جيتس مسئولين بجمعية الهلال الأحمر الكويتي التي قال أنها تتولى "مشاريع مثيرة للإعجاب " في العديد من المجالات ، لا سيما في مجال الإغاثة بحالات الكوارث وهو مجال تدعمه مؤسسة جيتس. كما التقى سيريل مسئولين من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لمتابعة كل ما يتعلق بجائزة المرحوم عبدالرحمن السميط ، والتي أعلن عنها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال القمة الأفريقية العربية الثالثة التي عقدت في الكويت أواخر عام 2014 ، وأعلن أن موضوع عام 2015 - للجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار والمخصصة لتكريم الراحل السميط على إسهاماته الخيرية غير المحدودة - هو الصحة ، علما بأن بيل جيتس نفسه عضو في مجلس أمناء الجائزة . وأشار إلى أن مؤسسة (بيل وميليندا جيتس) ساهمت -على نطاق واسع - في الأهداف ال17 للتنمية المستدامة والتي اعتمدها زعماء العالم خلال قمة التنمية المستدامة في نيويورك الشهر الماضي ، مؤكدا أن الفرق الفنية التابعة للمؤسسة تشارك بكثافة في أهداف التنمية المستدامة ، ولا سيما في الصحة والجوع والمناطق الزراعية ، كما أنها خصصت الكثير من الوقت في جهود القضاء على شلل الأطفال ، حيث سعت لإنشاء نهج مبتكر لمواجهة المرض وحصول الأطفال على التلقيح ضده .