أعرب بيتر كيفك سفير المجر بالقاهرة عن ثقته في أن السلطات المصرية ستبذل ما في وسعها لإجراء انتخابات برلمانية حرة وعادلة فضلا عن توفير مناخ الأمن الضروري لها،مؤكدا أنه سيتابع باهتمام شديد هذه الانتخابات المزمع عقدها شهر أكتوبر الجاري التي تحظي بأهمية تاريخية كبيرة،مشيرا إلى أن بودابست ستشارك ضمن وفد من الاتحاد الأوروبي الذي سيراقب هذه الانتخابات. وقال كيفك،في حديث اليوم الأربعاء،إن البرلمان الجديد سيلعب دورا هاما في استقرار مصر لأنه يعطي فرصة لجميع فئات المجتمع للتعبير عن مصالحهم ورأيهم في مستقبل البلاد منوها إلي أنه يتعين على البرلمان الجديد اتخاذ قرارات هامة وكبيرة تتعلق بالتنمية في مصر التي تتطلب درجة كبيرة من الوحدة الوطنية. وأفاد كيفك بأن البرلمان المجري يعتزم التعاون من كثب مع البرلمان المصري الجديد وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع لاسلو كوفير رئيس البرلمان المجري - خلال زيارته لبودابست يونيو الماضي - لافتا إلى تحسينات كبيرة طرأت في الفترة الماضية على مناخ الاستثمار ولكن مازال هناك مجالاً لمزيد من الخطوات. وذكر بيتر كيفك سفير المجر بالقاهرة أن التبادل التجاري بين البلدين سجل ارتفاعا تاريخيا حيث بلغ 330 مليون دولار عام 2014 وأنه من المتوقع أن يشهد ارتفاعا إضافيا هذا العام ليصل إلى 400 مليون دولار بنهاية هذا العام بزيادة قدرها 30 % مؤكدا أن مباحثات الرئيس السيسي مع فيكتور أوربان رئيس الوزراء المجري في يونيو الماضي أتت ثمارها وأعطت دفعة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وأعرب عن يقينه بأن تدفق السائحين المجريين سوف يستمر إلى مصر وأن موسم الشتاء القادم سيكون جاذبا للسائحين المجريين الذين يفضلون منتجعات البحر الأحمر بعيدا عن ظروف الطقس البارد في هذه الفترة من العام، مشيرا إلى أن وفدا من الصحفيين المجريين زار مؤخرا مصر وقام بكتابة موضوعات للرأي العام المجري عن المواقع الخلابة والخدمات الممتازة التي يتمتع بها السائحون في مصر. وردا على سؤال حول أزمة اللاجئين في أوروبا، قال كيفك إن ما يحدث في أوروبا ليست أزمة للاجئين وإنما حركة هجرة جماعية من اشخاص يتعرضون لظروف اقتصادية وعناصر إرهابية، موضحا أن بلاده تشهد عملية غير منظمة وأن أوروبا تدفع الثمن لقرارات سياسية كارثية خاطئة متعلقة بما يسمي "الربيع العربي" والتي أدت إلى زعزعة استقرار المنطقة..معربا عن سعادته أن مصر كانت محظوظة واستطاعت إحباط هذا السيناريو في اللحظة الأخيرة. وقال " ما يمنعنا من إيجاد حلول مناسبة لأزمة اللاجئين في أوروبا وهو عدم وجود إجماع حول طبيعة هذا التحدي"، مضيفا أن رئيس الوزراء المجري أعلن مؤخرا عن خطة من ست نقاط تطرح أفكارا واضحة حول كيفية مواجهة هذه التحديات الخطيرة. وأوضح أن الخطة تتضمن تحديد اللاجئين الحقيقين الذين يأتون لأسباب اقتصادية من خارج حدود أوروبا، داعياً دول الاتحاد إلى الموافقة على قائمة من الدول آمنة لإعادتهم إليها فضلاً عن نظام حصص للاجئين يطبق علي جميع دول العالم وليس الاتحاد الأوروبي فقط، مؤكدا أنه إذا لم يتصرف الاتحاد بهذه الطريقة، فأن الوضع سيخرج عن السيطرة قريبا وسوف تواجه أوروبا أزمة غير مسبوقة تعرض هويتها الخاصة للخطر.
