قال وزير الخارجية سامح شكري إنه لا وجود لخلافات بين القاهرة والرياض فيما يخص الشأن السوري، مشيرا إلى أن الحل العسكري غير وارد هناك. وأعرب شكري – في مقابلة خاصة مع قناة "روسيا اليوم" الإخبارية اليوم الجمعة – عن أمله أن يستمع العالم بشكل سريع للرؤية المصرية بشأن الإرهاب لأنه يتفاقم في المنطقة وآثاره واضحة للجميع ومخاطره تزداد وتتأثر بها الشعوب بشكل بالغ، فكلما توافقت أطراف المجتمع الدولي على وضع استراتيجية متكاملة وشاملة لمقاومة الإرهاب كلما كان لنا تأثير في القضاء على هذه الظاهرة. وأكد شكري أن مصر تقاوم الإرهاب في إطار سليم مع مراعاة كافة الحقوق وهي حقوق مواطنه في المقام الأول، بالإضافة إلى أن العقيدة لكل من الشرطة والجيش هي عقيدة منتظمة وواضحة في أنها لحماية الشعب المصري والشعب المصري في سيناء يستحق هذه الحماية، والاستهداف هو استهداف للخارجين على القانون المجرمين والإرهابيين ويتم التعامل معهم، كما يتم التعامل مع أي فرد أو مجموعة خارجة على القانون. وبشأن المباحثات التي دارت مع وزيرة الخارجية المكسيكية، أوضح شكري أن الظروف التي أتت بها كانت ظروف مؤلمة، ونقدر الضغوط النفسية، لافتا إلى أنه حاول توفير لها ولوفدها اتصالا بهذه الظروف الخاصة وكل معاونة وكل استجابة لطلبها، الهدف هو الاستجابة له تقديرا للظروف الصعبة والمسئوليات الملقاة على عاتقها. وأضاف أنه بصفة عامة كان هناك تفهم من قبلها لأسلوب التعامل مع هذا الأمر، واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لها واستقباله لها، وأمضي معها ومع الوفد المرافق وقتا طويلا من اليوم للاطمئنان على أنها قد زارت المصابين.. والمستشفى تقدم لهم كل الرعاية وغير ذلك من الحديث عن التحقيقات ومجراها وفتح قنوات الاتصال فيما بيننا، ثم صياغة البيان المشترك والمؤتمر الصحفي. وأعرب عن اعتقاده أنها عبرت خلال المؤتمر عن ارتياحها لكافة التسهيلات التي قدمت لها وكافة التأكيدات أيضا بأن هذا الامر سوف يتم من خلال تحقيقات وسوف يتم اطلاع الحكومة المكسيكية عن كل التفاصيل. وفيما يخص العلاقات المصرية – الروسية خاصة بعد زيارة الرئيس السيسي لموسكو أكد أن هناك آفاقا واسعة للتعاون فيما يتعلق بالتجارة والنواحي الفنية وفيما يتعلق بالشق الأمني والعسكري والسياسي، لافتا إلى أنه على تواصل مستمر مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف في إطار طرح القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لتبادل وجهات النظر والتنسيق فيما بيننا. وبشأن القضية الفلسطينية، قال شكري إننا نتعامل مع كل مواضع الاضطراب في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل تراب الوطن الفلسطيني ولتكن عاصمتها القدسالشرقية، بما يعفي الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني من استمرار التشاحن وأن تزول حالة الاحتلال الفريدة من نوعها في العالم، لافتا إلى أن هناك تنسيقا بين الدول العربية، وهناك جهود تبذل لضبط النفس من قبل الحكومة الإسرائيلية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المسجد الأقصى وبالتأكيد العمل في الإطار المتعدد. وفيما يتعلق بالوضع في اليمن أكد وزير الخارجية سامح شكري أن الوضع في تحسن ونأمل أن تستعيد الشرعية موضعها في اليمن ممثلة للشعب اليمني وأن تتطلع بمسؤوليتها في إدارة الدولة واستجابة لاحتياجات الشعب اليمني، مشيرا إلى أنه كلما استطاع التحالف أن يحرز تقدما في تثبيت الأوضاع وإعادة الاستقرار، فإنه يؤهل الحكومة لتلعب دورها بشكل كامل. وأوضح شكري أن الحلول السياسية حلول دائما مطروحة وتعفي الشعوب من ويلات الحرب والقتل والتدمير ومن المفترض أن تقتضي المسؤولية أن يكون هناك نطاق للتواصل والتفاهم السياسي بين أبناء الشعب الواحد خاصة، وهناك جهود تبذل على المستوى الدولي من خلال المبعوث الأممي ونأمل أن تسفر عن نتائج إيجابية. وشدد شكري على أن مصر لم تجر أي شكل من الاتصالات مع الحوثيين، لافتا إلى أن مصر جزء من التحالف وتتعامل في طار دعم المبعوث الأممي وفي إطار التنسيق الوثيق مع شركائها في التحالف ولم نجر مشاورات مع أي من الأطراف الحوثية. وردا على سؤال حول الأزمة السورية، قال شكري إن المجتمع الدولي يؤكد أنه ليس هناك إلا الحل السياسي القابل لإنهاء هذا الصراع وأنه لا يمكن أن يتوهم أي من الأطراف أن الحل العسكري قد ينهي هذا الوضع الذي أصاب الشعب السوري ونشهد الآن هجرة غير شرعية وما تولد عن هذا الصراع من تدمير وقتل وهجرة.. وضع مأساوي على المستوى الإنساني فالإطار السياسي هو الإطار المناسب وهناك جهود تبذل، لافتا إلى أنه ينبغي التعامل مع المبعوث الدولي من قبل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لإنجاح جهوده وهناك إطار متمثل في جنيف 1 رسم الطريق. وفيما يخص الوضع في ليبيا، قال شكري إن مصر تتواصل وتنسق مع المنسق الأممي ومع الأطراف الداعمة لاستقرار ليبيا والحكومة الشرعية حتى تخرج إلى النور حكومة الوحدة الوطنية لتصبح عنوان تلقي مساعدات المجتمع الدولي الذي أصبح حريصا على استقرار ليبيا ودعم الحكومة الشرعية لتقوم بدورها بمكافحة الإرهاب. وبشأن رؤيته في الوضع بالعراق، أكد شكري أن مصر تدعم جهود الائتلاف والحكومة العراقية لمقاومة الإرهاب ونأمل للحكومة العراقية أن تستطيع أن تعيد الاستقرار في العراق وأن تؤدي العملية السياسية في العراق إلى تلاحم الشعب العراقي بجميع أطرافه السياسية وأن تتوحد العراق مرة أخرى ويتم مراعاة المصالح المختلفة لكافة عناصر الشعب العراقي الشقيق، وبالتالي يتم حماية الاستقرار ووحدة الأراضي العراقية وتظل مكونا هاما في منظمة الأمن القومي العربي. وردا على سؤال حول آفاق العلاقات المصرية – الأمريكية بعد إلغاء تعليق المساعدات العسكرية لمصر، قال شكري إن مصر ترتبط بالولاياتالمتحدة بعلاقة استراتيجية وعلاقة وثيقة متشعبة المناحي، ويعمل الجانبان على دعم هذه العلاقة وتطويرها بما يخدم مصلحة كل منهما، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدة لها مكانتها كدولة عظمى ومصر حريصة على استمرار العلاقات الوثيقة والمتينة معه