استخدمت شرطة مكافحة الشغب المجرية اليوم "الأربعاء" الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه بعد اقتحام مهاجرين للسياج على حدود البلاد مع صربيا في محاولة لدخول الاتحاد الأوروبي. وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن حشوداً من المهاجرين تجمعت على الحدود بين البلدين اليوم، بعد أن أغلقت المجر حدودها بضرب سياج من الأسلاك الشائكة. ووصل إلى المجر أكثر من 201 ألف مهاجر منذ بداية العام قبل تطبيق قواعد أكثر حزما بخصوص الهجرة، وأرسلت أمس الثلاثاء المزيد من التعزيزات الشرطية إلى منطقة تشييد السياج الشائك. كان عشرات الآلاف من المهاجرين، معظمهم من الفارين من الصراعات في سوريا والعراق، قد تمكنوا من دخول البلاد على مدار الأسبوعين الماضيين من خلال العبور فوق خط السكك الحديدية قرب روشكه، مستغلين آخر فجوة في سياج أقامته المجر على طول حدودها الممتدة لمسافة 175 كيلومتراً مع صربيا. وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو ضرورة مد سياج شائك على حدود بلاده مع صربيا لتأمين حدود الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى هذا الحاجز طالما استمرت الأعداد الكبيرة من المهاجرين في محاولة دخول البلاد. وقال -في تصريحات نقلتها شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية اليوم الأربعاء- إن "الحاجز المادي" هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد المجر على حماية حدودها مع صربيا، طالما استطاع اللاجئون التدفق إلى اليونان، إحدى دول الاتحاد الأوروبي، ومن ثم مواصلة طريقهم نحو الشمال، مضيفا أنه يمكن اجتياز 155 كيلومترا من إجمالي الحدود البالغ طولها 175 كيلومترا بكل سهولة، بما أنه ليست هناك موانع جغرافية. ودعا سيجارتو، الاتحاد الأوروبي لإرسال قوات لمساعدة اليونان على السيطرة على تدفق اللاجئين، عارضا أن تقدم المجر "إسهاما ضخما" في تلك القوات، قائلا "علينا أن نشكل معا قوة أوروبية تتولى الدفاع عن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي من ناحية اليونان، فمن الواضع أن اليونان تعجز عن ذلك". وشدد سيجارتو على أن معظم القادمين إلى أوروبا ليسوا لاجئين، لكنهم مهاجرين لأسباب اقتصادية، لذا فإن المجر لا يمكنها استيعابهم. وأضاف "لا نحتمل عبء قبول المهاجرين لأسباب اقتصادية"، فالمهاجر الذي يترك سوريا، على سبيل المثال، ويصل إلى اليونان، لمَ يغادر إلى مقدونيا؟ ومن ثم صربيا ثم المجر وصولا إلى النمسا ثم ألمانيا إن لم يتواجد لديه الدافع الاقتصادي." وأكد أن المهاجرين الذين يصلون إلى المجر قادمين من صربيا ويتقدمون بطلب لجوء إلى المجر سيتم إرسالهم مجددا إلى صربيا إذا لم تقبل طلباتهم. ووصل المجر أكثر من 201 ألف مهاجر منذ بداية العام قبل تطبيق قواعد أكثر حزما بخصوص الهجرة ، وأرسلت أمس الثلاثاء المزيد من التعزيزات الشرطية إلى منطقة تشييد السياج الشائك.