أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الجمعة قوات الأمن بتخفيف القيود على دخول المواطنين إلى المنطقة الخضراء الخاضعة لحراسة مشددة في بغداد في محاولة لتحسين ظروف الحياة اليومية للمواطنين العراقيين بينما تستعد البلاد لاحتجاجات جديدة. وشهدت العاصمة وعدة مدن بالجنوب مظاهرات في الأسابيع الأخيرة تدعو لتوفير الخدمات الأساسية ومحاكمة الساسة الفاسدين وإصلاح نظام يتهم بالفساد والافتقار للكفاءة. واتجه الآلاف لينضموا إلى احتجاجات الجمعة استجابة لدعوة وجهها رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر. وانتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة تجنبا للعنف الذي كان محدودا في الأسابيع الماضية. واستجابة للاحتجاجات يجري العبادي إصلاحات لنظام يقول إنه حرم العراقيين من الخدمات الأساسية وقوض محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وأعلن العبادي عن عدة إجراءات هذا الشهر لمكافحة الفساد وسوء الإدارة منها إلغاء مناصب حكومية كبيرة وخفض أعداد الحراس لكبار المسؤولين وتشجيع إجراء تحقيقات في قضايا الفساد. وأصدر توجيهات لقادة الجيش يوم الجمعة بتخفيف القيود على دخول المدنيين إلى المنطقة الخضراء التي يوجد بها الكثير من المباني الحكومية وعدة سفارات غربية. وتقع المنطقة التي تبلغ مساحتها عشرة كيلومترات مربعة على نهر دجلة وكانت ذات يوم تضم مقر قيادة قوات الاحتلال الأمريكي ومن قبله أحد قصور صدام حسين. وتغلق نقاط التفتيش والحواجز الخرسانية الجسور والطرق السريعة المؤدية إلى المنطقة وهو الأمر الذي يرمز للانفصال بين القيادة العراقية وشعبها ويلحق ضررا بالغا بحركة المرور بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة. كما أمر العبادي بإلغاء المناطق المحظورة التي تغلقها فصائل وأحزاب سياسية في بغداد ومدن أخرى نتيجة لتفجيرات السيارات الملغومة على مدى سنوات. ودعا العبادي في بيان على الإنترنت إلى "وضع خطط لحماية المواطنين والمراجعين إلى دوائر الدولة من استهداف الإرهاب" لكنه لم يحدد إجراءات أو جدولا زمنيا معينا. ومازالت العاصمة العراقية تشهد تفجيرات يعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الكثير منها. وقالت مصادر بالشرطة ومصادر طبية إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا صباح الجمعة في تفجير بحي الزعفرانية في جنوببغداد. وتعهد العبادي في نوفمبر تشرين الثاني بإزالة الحواجز الخرسانية من العاصمة لكن هذه الحواجز مازالت تقيد الحركة في مناطق كثيرة. وتمكن رئيس الوزراء من الحد من الدور الأمني الذي يلعبه الجيش في المدينة ورفع حظرا للتجول ليلا. *وعود سابقة وأمر العبادي أيضا يوم الجمعة بتشكيل لجنة قانونية "لمراجعة بيع وإيجار وتمليك عقارات الدولة في بغداد والمحافظات... وإعادة الأموال التي تم الاستيلاء عليها خارج السياقات القانونية إلى الدولة." ويقول مسؤولون إن بعض المسؤولين أساءوا استغلال صلاحياتهم وخصصوا عقارات مملوكة للدولة للاستخدام الشخصي. ودعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله على السيستاني رئيس الوزراء إلى "الضرب بيد من حديد" على الفساد. وحذر المحتجين من أن تلهيهم الأهداف الشخصية عن مطالبهم بينما دعا الساسة إلى تقديم نتائج ملموسة للإجراءات الإصلاحية. وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها متحدث باسمه إن المواطنين العراقيين تلقوا وعودا فيما سبق ولم يجدوا شيئا على أرض الواقع يحل المشاكل التي عانوا منها لفترة طويلة جدا وأضاف أنهم يعتبرون أن تلك الوعود لا تهدف إلا لتخفيف معاناتهم مؤقتا. وقال مسؤولون محليون إن محافظي المثنى والقادسية بجنوبالعراق المنتج للنفط عرضا الاستقالة من منصبيهما بعد مزاعم بارتكاب مخالفات مالية وإدارية. ولم يتضح على الفور متى سيتركان منصبيهما.