يبدو أن الكوريتين بصدد خوض اشتباك جديد يوم الجمعة بعد أن رفضت كوريا الجنوبية وقف بث دعائي ووضعت بيونجيانج جنودها على أهبة الاستعداد للحرب الأمر الذي دفع الصين لحث الجانبين على ضبط النفس. وقال بايك سيونج جو نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي إن من المرجح أن الشمال سيطلق النار على نحو 11 موقعا حيث نصبت سول مكبرات صوت على جانبها من المنطقة العازلة التي تفصل البلدين. ورفض الجنوب في وقت سابق تحذيرا نهائيا من بيونجيانج بوقف الدعاية المناهضة لها بحلول ظهر السبت وإلا ستواجه عملا عسكريا. وقالت سول إن كوريا الشمالية أطلقت أربعة قذائف على كوريا الجنوبية يوم الخميس في احتجاج فيما يبدو على الدعاية. وردت كوريا الجنوبية بإطلاق 29 قذيفة مدفعية. واتهمت بيونجيانج الجنوب باختلاق ذريعة لإطلاق النار على الشمال. وقال الجانبان إنه لم تقع أي خسائر أو أضرار في أراضيهما في مؤشر على أن القذائف كانت أعيرة تحذيرية. لكن الصين - التي لا تزال الداعم الرئيسي لكوريا الشمالية رغم تضاؤل نفوذها السياسي للتأثير على بيونجيانج - قالت يوم الجمعة إنها تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوتر ودعت الجانبين إلى الهدوء. ومنذ انتهت الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بهدنة وليس معاهدة سلام تبادلت بيونجيانج وسول التهديدات وقتل عشرات الجنود لكن الطرفين لم يصلا إلى حد الدخول في حرب شاملة. لكن تجدد الاعتداءات هو ضربة أخرى لجهود الرئيسة باك جون هوي لتحسين العلاقات بين البلدين التي تجمدت تقريبا منذ إغراق سفينة بحرية كورية جنوبية ألقت سول مسؤوليته على بيونجيانج. وألغت باك حدثا يوم الجمعة وزارت موقعا لقيادة عسكرية وهي ترتدي الزي العسكري. وتبادل الجانبان عبارات عنيفة يوم الجمعة. وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو إن الشمال ارتكب "أفعالا إجرامية جبانة... هذه المرة سأعمل على كسر الحلقة المفرغة لاستفزازات كوريا الشمالية." وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن جيشها لا يمزح. وبدأت سول إذاعة الدعاية المناهضة لكوريا الشمالية عبر مكبرات للصوت على الحدود في 10 اغسطس آب فلجأت بذلك لأسلوب كانت قد توقفت عن استخدامه في 2004. وقالت الولاياتالمتحدة التي تنشر قوات قوامها نحو 28500 فرد في كوريا الجنوبية إنها تتابع الموقف عن كثب. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية كاتينا ادامز "هذه التحركات الاستفزازية تزيد من حدة التوتر وندعو بيونجيانج إلى الكف عن التصرفات والتصريحات التي تهدد السلم والأمن الإقليميين."وهذه أول واقعة إطلاق نار بين الكوريتين منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي حينما اقترب جنود كوريون شماليون من الحدود العسكرية وقالت وزارة الدفاع في سول حينها إنها أطلقت طلقات تحذيرية لكن جنود الشمال لم يتراجعوا. ورد جنود الشمال ليستمر تبادل النيران نحو عشر دقائق دون أن يسفر عن إصابات.