* أهالي ضحايا كارثة الوراق يتجمهرون أمام قسم الوراق * أهالي ضحايا كارثة الوراق يتسلمون جثامين ذويهم من مستشفى إمبابة العام * أهالي ضحايا «كارثة الوراق» يحاولون الاعتداء على محافظ الجيزة * انهيار أهالي ضحايا مركب الوراق أمام مستشفى التحرير العام * سيدة تحاول الانتحار حزنا على فراق نجلها في كارثة الوراق * حبس سائق صندل الوراق ومساعديه 4 أيام بتهمة القتل الخطأ واصلت قوات الانقاذ النهرى جهودها لليوم الثانى على التوالى فى البحث عن جثث مركب الوراق المنكوبة حيث تم الدفع بفرق من الضفادع البشرية إلى المنطقة التى غرق فيها المركب وإلى اتجاه التيار بينما تجمهر عدد كبير من الاهالى بمنطقة الحادث فى أمل انتشال أو العثور على جثث ذويهم. سادت حالة من الهلع على وجوه الأهالى يعتصرها الألم والحزن لعدم استخراج جثث ذويهم من مياه النيل رافعين أيديهم إلى الله أمل فى العثور عليهم. مشاهد حزينة يرصدها صدى البلد، أب يفقد أطفاله وزوجته وزوجة تفقد زوجها وأطفالها وآخر يبحث عن شقيقه وأم تبحث عن أطفالها وأهالى ينتظرون الجثث على شط النيل.
مشاهد الكارثة المشهد الأول .. دقت عقارب الساعة العاشرة ليلا وقف عامل المركب ينادى على المواطنين للركوب معه تحت أنغام الدى جى وفور انتهائه من التحميل شغل موتور المركب وتحرك بها إلى عرض المياه وقضى 15 دقيقة هى وقت الرحلة التى تستغرقها المركب فى الابحار بالنيل واثناء الدوران لطريق العودة مرة أخرى اصطدم المركب بصندل كان يبحر في المياه. المشهد الثانى .. صرخات وهلع وفزع أصابت رواد المركب المنكوب الكل فى حالة خوف الأم تضم أطفالها إلى صدرها والأب يقف يحضن أطفاله خوفا من الغرق الكل يصرخ ويطلب الغوث والعون نظرات حائرة وقلوب تدق متسارعة خوفا من المجهول تسقط المركب فى المياه وتتعالى الصرخات تترك الأم أيدى أطفالها بعدما فقدت المقاومة لتغرق وتسكت عن الصراخ. المشهد الثالث أشبه بقصة درامية تجسد معنى الوفاء الحقيقي لشريكة الحياة ومشاعر الابوة الفطرية – على غرار الروايات الشهيرة التي جسدتها السينما والمسرح – غير أنها لم تستغرق هنا سوى بضعة دقائق انتهت بمفارقة بطلها للحياة ، المشد بدأ مع أب يصارع تقلبات الأمواج وتعثرات النجاة بين ركام السفينة الغارقة وصرخات المنكوبين غير أن عينيه لم تقبع مكانهما وراحتا تدورا في المشهد بحثا عن عائلته التي لطالما حلم أن يكملوا نزهتهم معا ويعودوا سعداء إلى منزلهم، الأب لم يهتم لحياته وراح يبحث عن أقرب من يصل اليه من أفراد أسرته – زوجته وطفليه – حتى أمسك بيد شريكة حياته التي كان الموت أقرب اليها من أنفاسها المتلاحقة وخفقات قلبها حتى أعاد لها بصيص الأمل بلمسة من يديه، مصارعا جاذبية الموت حتى وصل بها الى الشاطئ ، وبينما استلم الأهالي على البر "الزوجة" الناجية لإسعافها ، كان الزوج مغامرا بحياته في الماء يبحث عن طفليه، إلا أنه ذهب ولم يعد ومازالت الزوجة تنتظره على الشاطئ. المشهد الرابع .. سيدة ثلاثينية تقف والدموع تملئ عينيها تنظر جثة شقيقها التى غرقت فى المياه تلطم خديها مرة وتبكى تارة اخرى تجرى بسرعة البرق كلما انتشلت قوات الإنقاذ جثة من المياه لتتفحص وجهه وتعود باكية دون جدوى وتجلس على الارض بعد ان أنهكها التعب والسهر .. أمهات ثكالى وإباء ينتظرون جثث ابنائهم فى لهفة. المشهد الخامس .. وقفت إحدى الناجيات تنظر إلى مياه النيل بعمق وفجأة اطلقت ساقيها إلى العنان محاولة إلقاء نفسها فى النيل لإنهاء حياتها بعد أن فقدت ابنها الذى لم يظهر حتى الآن نتيجة غرقه فى المركب وأخذت تنادى على نجلها وتطالبه بالظهور وهى فى حالة انهيار تام إلا أن الأهالى استطاعوا إنقاذها. المشهد السادس.. تجمع أهالى ضحايا كارثة الوراق أمام مستشفى إمبابة العام لاستلام جثث الضحايا فى مشهد مؤلم تمهيدا لبدء إجراءات دفنهم.. لحظات ويقطع الأهالى طريق الكورنيش بالوراق نتيجة لتقاعس المسئولين عن مساعدتهم فى الوصول إلى ذويهم الذين مازالوا مفقودين ولم يتم انتشالهم بعد، كما سادت حالة من الغضب العارم بين الاهالى نتيجة انتشال قوات الانقاذ النهرى للمركب الغارق دون الجثث وانتقلت المظاهرة الى قسم الوراق احتجاجا على تقاعس المسئولين واستجاب الاهالى الى احد الضباط الذى اقنعهم بفتح الطريق المشهد السابع .. حاول بعض اهالى الضحايا الاعتداء على محافظ الجيزة الدكتور خالد زكريا أثناء تواجده فى مستشفى التحرير العام بمنطقة إمبابة ورفعوا الأحذية فى وجهه وحاولوا الاعتداء عليه. المشهد الثامن .. النيابة تعاين مسرح الحادث وتأمر بحبس سائق صندل نهري و3 من مساعديه، لمدة 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات، التي تجري معهم بمعرفة النيابة، لتسببهم في حادث اصطدام الصندل بأحد المراكب النيلية بمنطقة الوراق، على نحو أسفر عن مصرع 22 مواطنا غرقا بنهر النيل وأسندت إلى سائق الصندل النهري ومساعديه الثلاثة، ارتكابهم لجريمة القتل الخطأ، ومخالفة الشروط والقواعد الخاصة بالنقل النهري. وأمرت بالتصريح بدفن جثامين 22 مواطنا قضوا في الحادث غرقا جراء اصطدام الصندل بالمركب النهري، عقب ورود تحريات إدارة البحث الجنائي وشرطة المسطحات المائية. وقررت النيابة العامة ندب لجنة فنية من هيئة النقل البحري، تتولى فحص حطام المركب النيلي المنكوب، وكذا فحص الصندل المتسبب في الحادث، وإعداد تقرير فني في شأن المسئولية الجنائية وكيفية وقوع الحادث على وجه الدقة. وكان المستشار أحمد البقلي قد كلف فريقا من محققي نيابة الوراق بسرعة الانتقال إلى مقر الحادث، فور تلقي النيابة إخطار بوقوعه، حيث انتقل محققو النيابة وقاموا بمعاينة المركب النيلي المنكوب، والاستماع إلى شهادات شهود الحادث من شهود الواقعة والمصابين للوقوف على كيفية وقوع الحادث، ومناظرة جثامين القتلى.