تعهد محافظ البصرةالعراقي ماجد النصراوي باطلاق سراح جميع المعتقلين في تظاهرات الاحتجاج على انقطاع التيار الكهربي في المحافظة والتي قتل خلالها أحد المتظاهرين خلال فض قوات الأمن للمظاهرة الليلة الماضية. وقالت مصادر محلية بالبصرة إن المحافظ ماجد النصراوي تسلم - خلال لقاء جماهيري في حسينية مدينة البصرة - قائمة مطالب تضم إقالة قائم مقام مدينة البصرة وإطلاق سراح جميع معتقلي التظاهرات وعدم ملاحقتهم قانونياً وتغيير مدير الكهرباء بالمدينة، وتقديم قاتل المتظاهر خلال 72 ساعة للمحاكمة العادلة، وعلاج الجرحى الذين أصيبوا في التظاهرات على نفقة المحافظة، ومطالبة وزير النفط بحصر العمالة في حقل غرب القرنة الأول والثاني من أبناء قضاء المدينة فقط . وكان قضاء مدينة البصرة شهد تظاهرة احتجاج على تردي خدمة الكهرباء التي انتهت بتدخل الشرطة وإطلاق أعيرة نارية في الهواء ؛ مما تسبب بمقتل مواطن وإصابة ثلاثة آخرين من بين المتظاهرين ، وقام على اثرها عدد من المتظاهرين باقتحام مقر المجلس البلدي للقضاء وإحراق محتوياته ، ووجه محافظ البصرة ماجد النصراوي على اثرها بتشكيل لجنة تحقيقية لكشف ملابسات الحادث . ووجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بالالتزام التام بقرار جعل البصرة منطقة منزوعة السلاح وحصر السلاح بيد الدولة ومنع أية جهة خارج القوات الأمنية والعسكرية الرسمية من حمله . على صعيد آخر ، تسببت موجة الحر الشديدة، التي ضربت وسط وجنوب العراق منذ يوم /الثلاثاء/ الماضي وتخطت فيها مستوى 50 درجة مئوية والمتوقع أن تنكسر غدا ، في التاثير سلبيا على الكهرباء وزادت من فترات انقطاعها في العاصمة العراقية والمنطقة الجنوبية ، كما تسببت في حالات وفاة لاسيما بين المرضى في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر. وقال عضو المجلس المحلي لناحية البغدادي عبد الجبار العبيدي إن خمسة أطفال من الناحية دخلوا في غيبوبة بسبب الحر الشديد وانقطاع الكهرباء، داعيا وزارة الصحة العراقية إلى التحرك فورا لإنقاذ الأطفال المرضى ، وإرسال فرقة طبية لمعالجة أطفال البغدادي المرضى وتوفير الأدوية الضرورية . كما توفى أيضا منتسب شرطة بوزارة الداخلية العراقية اليوم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في العاصمة بغداد . وقال مصدر أمني إن الشرطي عباس رحمة العقابي يعمل في نقطة تفتيش بمنطقة زيونة شرقي بغداد ، قد توفى عقب تعرضه لإغماء نتيجة الحر الشديد ، لاسيما أن العاملين في نقاط التفتيش بشوارع بغداد يتعرضون لأشعة الشمس فترات طويلة بسبب طبيعة عملهم . وكانت وزارة الكهرباء العراقية حذرت في 13 أبريل الماضي من أن أزمة انقطاع الكهرباء ستستمر بسبب نمو الأحمال بشكل كبير غير مسبوق نتيجة نمو الوحدات السكنية غير المدروس خارج الضوابط وتحويل أراض زراعية إلى وحدات سكنية ، وإضافة عشوائيات المجمعات السكنية، على ضوء قلة التخصيصات المالية لقطاع الكهرباء في الموازنة العامة، وعدم التزام المستهلكين بتسديد أجور الاستهلاك بالرغم من الدعم المقدم من الحكومة العراقية. ويعاني العراق من أزمة طاقة كهربية ينتج عنها انقطاع التيار الوارد من الشركة الوطنية على خلفية تهالك البنية التحتية والأزمة المالية عقب تدني أسعار النفط عالميا، حيث تشكل عائدات النفط أكثر من 80% من الموازنة الاتحادية لعام 2015 ، إضافة إلى ظروف المواجهات العسكرية والعمليات الإرهابية التي أضرت بشبكة الكهرباء في العراق، وتنتشر بمدن العراق المولدات الأهلية للكهرباء التي تسد فجوة انقطاع التيار، إلا أن أسعارها مرتفعة جدا مقارنة بأسعار الكهرباء الرسمية.