يأجوج ومأجوج هم قوم من الأقوام الذين سكنوا الأرض في القديم وتم ذكرهما في الكتب السماوية جميعها وذلك كما ورد فى قوله تعالى فى القرىن الكريم: « قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا»، فيأجوج ومأجوج هما قبيلتان سكنتا الأرض في قديم الزمان وعاثوا فيها بالفساد وطغوا وتجبروا بشرهم على من في الأرض فقوتهم وعددهم يفوق الخيال والوصف فظلموا من حولهم بسبب هذه القوة والجبروت. فبعث الله عز وجل لهم الملك الصالح «ذو القرنين» في منطقة تقع ما بين المشرق والمغرب أو بين السديّن كما جاء وصفها في القرآن الكريم وقد كان هذا الملك الصالح يجوب الأرض متفقداً لأحوال الناس في محاولة لإصلاحها بما أتاه الله عز وجل من القوة والعلم، وعندما وصل إلى ما بين السدين وجد قوماً يشتكون له من يأجوج ومأجوج ومن بطشهم وقوتهم وجبروتهم وإفسادهم في الأرض. وطلبوا من ذي القرنين أن يقوم ببناء سدٍّ ما بينهم وبين يأجوج ومأجوج ليحتموا به من شرهم، فما توانى هذا الملك الصالح ببناء السد بما آتاه الله عز وجل من العلم والحكمة فما كان منه إلا أن أقام سدّاً حصيناً ما بين هؤلاء الأقوام وما بين يأجوج ومأجوج من الحديد وقام بإذابة النحاس فوقه فأصبح بذلك هذا السد منيعاً قوياً لا يمكن اختراقه إلّا بأمر الله عز وجل وقد جاء وصف هذا السد في القرآن الكريم ووصف يأجوج ومأجوج في سورة الكهف في قوله تعالى:«قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً* آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً»، آيات 95 إلى 97. وقد أخفى الله عز وجل هذا السد ومكان يأجوج ومأجوج عن الناس فلا أحد منهم يعلم بمكانه فلا هم يرون البشر ولا نحن نراهم وسيظل هذا المكان مخفياً عن أعيننا بقدرة الله عز وجل حتى يشاء فيظهرهم بعد أن ينزل عيسى -عليه السلام- مرة أخرى ويقتل المسيح الدجال يخرج يأجوج ومأجوج ويعيثون في الأرض فساداً فيتحصن عيسى -عليه السلام- ومن معه إلى جبل الطور ويلجؤون إلى الله بدعائهم لأنّ لا طاقة لهم بهؤلاء الأقوام ويصيبهم ما يصيبهم من القحط والجوع والجدب حتى لا يكون من معين لهم إلا الله عز وجل فيستجيب الله عز وجل لهم ويرسل على يأجوج ومأجوج النغف وهو دود يكون في أنوف الغنم والإبل فيبيد به الله عز وجل هذين القومين ويرسل بعدها مطراً يغسل به الأرض ويعيد عز وجل الخيرات إلى الأرض من زرع ورمانٍ ولبن وغيرها من النعيم.