أكد رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي ، اليوم السبت ، أن تونس تخوض حاليا حربا ضد الإرهاب، مشيرا إلى أن القوات المسلحة في حالة استنفار دائم لمكافحة هذه الآفة . وقال السبسي - في خطاب للأمة التونسية نظرا لإعلان حالة الطواريء اعتبارا من اليوم ولمدة 30 يوما - إن الدولة لجأت لخيار فرض حالة الطواريء بسبب التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ، وذلك بعد موافقة رئيس مجلس الشعب ورئيس الوزراء ووفقا لدستور البلاد. وأضاف: "إنه في حال تكرر حادث سوسة الإرهابي مرة أخرى فإن تونس ستنهار ، وهذا ما دفعنا إلى اللجوء لفرض حالة الطواريء للحيلولة دون وقوع ذلك".. مشيرا إلى أن الدولة كانت تحارب الإرهاب في الجبال ، أما اليوم فإن الإرهاب انتقل إلى المدن ، في إشارة إلى حادث باردو وسوسة. ولفت إلى أن مخاطر انتقال الإرهاب من الدول المجاورة كليبيا ، التي تسيطر على أجزاء منها تنظيم "داعش" ، وأن نظامهم يخالف تماما دستور الجمهورية التونسية المدني ، الذي ليس له مرجعية دينية ، على حد قوله . وأكد السبسي أن الإرهاب لا يقتصر على تونس وحدها بل المنطقة بأكملها ، وهو ما يتطلب الدعم الدولي لمواجهة هذه الآفة والتعاون يحتاج لتنسيق وخطة موحدة ، مشيدا بالدور الذي تساهم به الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والجزائر في هذا الصدد . وشدد على أن تونس ليست في مأمن من المخاطر .. قائلا " بكل وضوح نحن سنواجه خطر داهم ، ولابد من اتخاذ الوسائل اللازمة لذلك " . وأوضح قائلا " قواتنا كلها في حالة استنفار ، لنا نقاط ضعف واعترفنا بها ، وقمنا بالعمل على تداركها .. البلد في حالة حرب ويستلزم لها العمل بما يتناسب مع الحروب " . وعلى الوضع الاقتصادي ، قال إن تونس خسرت استثمارات بقيمة 57ر5 مليار يورو من مستثمر عالمي ، كانت ستوفر فرص عمل لأكثر من 50 ألف تونسي ، ولكن هذا المستثمر توجه لدولة أخرى لعدم ملائمة الظروف الحالية ، لافتا إلى أن معدلات البطالة في تونس وصلت إلى 600 ألف عاطل . وأشار إلى الظروف الاقتصادية السيئة الناتجة عن تراكمات قديمة لاسيما في المناطق المهمشة والفقيرة ، علاوة على الإضرابات التي وصف بعضها ب "المشروع" والآخر ب "غير المشروع" ، والتي تضر بالمصالح الحيوية للمواطنين . وأكد السبسي على احترامه لحرية التعبير والصحافة كونهما من مكتسبات الثورة التونسية ، لكن مع الأخذ في عين الاعتبار الوضع الذي تمر به البلاد . واختتم الرئيس التونسي خطابه قائلا " واجبي كرئيس الدولة أمام كل هذه التحديات أن أقف لمواجهتها ، ولهذا قررت بعد أخذ رأي رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس مجلس الوزراء إعلان حالة الطواريء على أرجاء الجمهورية لمدة 30 يوما اعتبارا من اليوم".