ساهمت الدول العربية بعد توحدها، في تحقيق نصر أكتوبر لعام 1973، وذلك بعد الهزيمة التي منيت بها القوات العربية إبان حرب يونيو 1967. وتعد مصر وسوريا نواة الانتصار في حرب أكتوبر، حيث شاركت بقوة على الأرض لتحقيق هذا النصر وإرباك جيش العدو خلال الساعات الأولى للحرب. الجبهة المصرية حشدت مصر 300.000 جندي في القوات البرية والجوية والبحرية، وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني، وتألفت القوات البرية المصرية من 10 ألوية مدرعة و8 ألوية ميكانيكية و19 لواء مشاة و3 ألوية مظليين، وكانت خطة الهجوم المصرية تعتمد على دفع الجيشين الثاني والثالث لاقتحام خط بارليف في 5 نقاط واحتلال رءوس كباري بعمق من 10-12 كيلومترا المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي، وقامت البحرية المصرية لم تشترك في الحرب بشكل مباشر إلا أنها فرضت حصارا بحريا على إسرائيل عبر إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية. الجبهة السورية اندلعت في هضبة الجولان بين سوريا وإسرائيل في 6 أكتوبر 1973 بالتزامن مع الهجوم المتفق عليه بين سوريا ومصر، قام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 أكتوبر بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان شارك في الهجوم قرابة ال100 طائرة مقاتلة سورية، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش السوري عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولا إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الإسرائيلية خسائر فادحة. المملكة العربية السعودية في أعقاب حرب أكتوبر، أعلنت الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية حظرا على النفط يستهدف الولاياتالمتحدة وهولندا، خاصةً بسبب دعمهما لإسرائيل، وجرى تخفيض إنتاج النفط بنحو 340 مليون برميل اعتبارا من أكتوبر حتى ديسمبر 1973، فقفزت أسعار النفط من 3 دولارات إلى 11 دولارا للبرميل بسبب الاندفاع إلى تخزين النفط، إضافةً إلى النقص الفعلي، وكان النفط المباع إلى البلدان الأوروبية يأخذ طريقه في النهاية إلى الولاياتالمتحدة وهولندا. لم تتردد السعودية في تحمل مسئوليتها الكاملة اتجاه أمتها فكانت ترسل ما عليها من التزامات لمصر وسوريا، كما قال الملك فيصل لأحد الصحفيين عن احتمال اعتداء الولاياتالمتحدة على بلاده بسبب حظر البترول وموقفها من الحرب فقال: «إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية، وإننا تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد للرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا ولا تصل إلى أيدي أعدائنا». الدور الجزائري في عام 1973 طلب الرئيس الجزائري السابق هوارى بومدين من الاتحاد السوفييتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جاسوس جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوى الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفييت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم "اكتبوا المبلغ الذي تريدونه".. "ابراهيم سنجاب". وتم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر، وأرسلت الجزائر لواءً مدرعا وآخر مشاة، وصلوا بعد نشوب الحرب في 6 أكتوبر 1973، كما شاركت بما مجموعه 3000 جندي، 96 دبابة، 22 طائرة حربية من أنواع سوخوي وميراج، كما أشرف الرئيس الجزائري هواري بومدين بنفسه على شحن أسلحة سوفييتية إلى مصر. الدور العراقي أرسلت العراق إلى كل من سوريا ومصر ما يلي: الجبهة المصرية سربين «هوكر هنتر» تواجدا قبل بدء الحرب. الجبهة السورية أرسلت فرقتين مدرعتين و3 ألوية مشاة وعدة أسراب طائرات وبلغت مشاركة العراق العسكرية على النحو التالي، 30 ألف جندي، 250-500 دبابة، 500 مدرعة، سربين من طائرات ميج 21، 3 أسراب من طائرات سوخوي 17. دور ليبيا أرسلت ليبيا لواءً مدرعا إلى مصر، وسربين من الطائرات سرب يقوده قادة مصريون وآخر يقوده ليبيون. دور الأردن شاركت القوات الأردنية في الحرب على الجبهة السورية بإرسال اللواء المدرع 40 واللواء المدرع 90 إلى الجبهة السورية. وكانت القيادة الأردنية وضعت الجيش درجة الاستعداد القصوى اعتبارا من الساعة 15:00 من يوم 6 أكتوبر عام 1973 وصدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضي السورية أو التعرض غرب النهر لاستعادة الأراضي المحتلة في حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية. وقد أدت هذه الإجراءات إلى مشاغلة القوات الإسرائيلية، حيث إن الجبهة الأردنية تعد من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي، هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب من قواتها تحسبا لتطور الموقف على الواجهة الأردنية. دور المغرب كان لدى المملكة المغربية لواء مشاة في الجمهورية العربية السورية تعرف ب"التجريدة المغربية"، وقد وضع اللواء المغربي في الجولان وشارك في حرب أكتوبر. دور السودان كانت من طليعة الدول التي كانت تساند مصر، وعندما اشتدت الغارات الصهيونية داخل العمق المصري لم تتردد السودان فى نقل الكليات العسكرية إلى أراضيها، كما أرسلت فرقة مشاة على الجبهة المصرية. دور الكويت أرسلت الكويت تشكيلين: في الجبهة السورية، أرسلت لواءً مؤلفا من كتيبة دبابات وكتيبة مشاة وسريتي مدفعية وسرية مغاوير وسرية دفاع جوي وباقي التشكيلات الإدارية. في الجبهة المصرية، أرسلت كتيبة مشاة متواجدة قبل الحرب وسرب طائرات «هوكر هنتر» مكون من 5 طائرات هنتر وطائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز لنقل الذخيرة وقطع الغيار، وصلت الطائرات آخر أيام الحرب وبقي في مصر حتى منتصف 1974. دور تونس أرسلت تونس كتيبة مشاة إلى الجبهة المصرية. دور اليمن لا أحد يستطيع أن ينكر أن لولاها ما استطاعت مصر إغلاق باب المندب بمدمرتين فقط. المقاومة الفلسطينية كانت قوات المقاومة عند اندلاع الحرب موزعة على الجبهات العربية المتاخمة لفلسطين، حيث قامت بالعمل خلف خطوط العدو، وذلك بنصب الكمائن وزرع الألغام تنفيذ الغارات على تجمع العدو قذف تجمعات القوات الصهيونية، حيث نجحت في تدمير جهاز الرادار في جبل الجرمق شمال فلسطين والسيطرة على معسكر الخلصية ومطار البصة. كما كانت ضمن قوات الكوماندوز السوري التي أسقطت على جبل الشيخ، كما كانت قوات المقاومة على الجبهة المصرية تحت قيادة الجيش الثالث، حيث وكل إليها الدفاع عن الضفة الغربية للبحيرات المرة بين كبريت وكسفريت، كما شاركت في الدفاع عن مدينة السويس، كما شهد لهم قائد الجيش الثالث بالبسالة وروح التضحية. دور البحرين مع اندلاع حرب أكتوبر شهدت شوارع البحرين اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والمعونات العينية والتبرع بالدم لمساندة الجيش المصري، كما أعلنت حكومة البحرين على لسان الشيخ خليفة القرار التالي، «تعلن حكومة دولة البحرين أنها بالنظر للموقف الذي تقفه الولاياتالمتحدةالأمريكية من الأمة العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني انسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدةالأمريكية». دور الإمارات العربية المتحدة فكان للشيخ زايد أروع المواقف وأنبلها، حيث طلب من سفير الإمارات في لندن بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة وشراء هذا النوع من كل دول أوروبا ليعالج فيها الجنود المصريون والسوريون والفلسطينيون وتقديم جميع التسهيلات لرجال الإعلام الذين يريدون السفر إلى الجبهة المصرية والسورية، وعندما حصل نقص في الأسلحة، فقام باقتراض مليار دولار من البنك الدولي وتحويلها للاتحاد السوفييتي تحت حساب الأسلحة التي تحتاجها مصر وسوريا للحرب.