* «هيئة كبار العلماء»: لن يفلح في الدنيا والآخرة.. ونطالب بمعاقبته * «البحوث الإسلامية»: ارتكب محرما وكبيرة من الكبائر وأضر بصحة المواطنين * «الإفتاء»: المتهم في الواقعة «ماله سُحت ومكسبه حرام» أعرب علماء الدين عن استيائهم الشديد، من واقعة ذبح 70 حمارًا داخل مزرعة بالفيوم، لبيعها وتوزيعها على الجزارين وتداولها بين المواطنين، استغلالاً لموسم رمضان، مؤكدين أن هذه الفعلة حرام شرعًا وكبيرة من الكبائر. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن غش الناس حرام، مؤكدًا أن ما فعله صاحب المزرعة طمع في جمع المال من غير حله، وغش وتدليس «ومن غشنا فليس منا، ولن يفلح في الدنيا والآخرة». وأضاف «هاشم»، أن صاحب هذه المزرعة ومن شارك معه ليس عندهم ضمير ولا إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، مؤكدًا أنهم بعيدون عن الإنسانية وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة. وطالب عضو هيئة كبار العلماء، المسئولين، بإرداع الجناة وإنزال العقوبة عليه ليكونوا عبرة لغيرهم، مشيرًا إلى أن ضمير الناس في غيبوبة، فلو كان لديهم ضمير ما أقدموا على هذا الغش امتثالاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا»، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ». من جانبه، أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن صاحب هذه المزرعة ارتكب خطيئة كبرى بذبحه حيوانًا حرم الشرع أكله، لحديث أبي ثَعْلَبَةَ رضي الله عنه قَالَ: «حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ»، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «لَمّا كان يَوْمُ خَيْبَر، أَمَرَ رَسُول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أبا طَلْحَةَ، فَنَادَى: "إنَّ الله ورَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأهْلِيّةِ، فإنها رِجْسٌ». وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن صاحب هذه المزرعة خالف الشريعة في أمرين أنه نحر حيوانا محرما أكله شرعا، والثاني الغش والتدليس والخداع والإضرار بصحة الناس وهذا إثم يستوجب على الحاكم أن يردعه بعقوبة التعزير «الحبس». ولفت الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأسبق، إلى أن الرسول حذرنا من الغش والخداع في الحديث النبوي «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا»، منوهًا بأن من أكل من هذه اللحوم لا إثم عليه لاعتقاده أنها سليمة ولا تخالف الشريعة الإسلامية. بدوره، قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن «من يغش مرتكب لكبيرة من الكبائر، وماله سحت، ومكسبه حرام». وشدد ممدوح، على أن الشريعة الإسلامية نهت عن أكل لحم الحُمر الأهلية، فأكلها محرم، وورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: «حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ»، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «لَمّا كان يَوْمُ خَيْبَر، أَمَرَ رَسُول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أبا طَلْحَةَ، فَنَادَى: "إنَّ الله ورَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأهْلِيّةِ، فإنها رِجْسٌ». ونوه مدير الأبحاث الشرعية، بأن لحوم الحمير تتقز منها النفس وتعافيها الطباع السليمة، مؤكدًا أن من أقدم على أكلها اختيارًا فمخالف للطباع السليمة وارتكب محرمًا شرعًا، مؤكدًا أن بيعها ليأكلها الناس غش ومن أعظم الذنوب وورد فيه وعيد شديد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «من غش فليس منا» وفي رواية «من غشنا فليس منا». وألمح إلى أن الحديث السابق ينهي عن غش المسلمين وغيرهم، مشيرًا إلى أن قول النبي:«ليس منا أي من طائفة المسلمين، وفيه وعيد شديد وليس كُفرا يُخرج عن الملة، موضحًا أن النبي عبر بهذا إشعارًا منه بعظيم هذا الجرم».