وصف نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي يوم احتلال تنظيم(داعش) الإرهابي لمدينة الموصل مركز محافظة نينوي الذي مرت عليه سنة كاملة بانه"يوم كارثي أسود"، وقال:إن داعش أفسد في الأرض وأمعن في طعن ثوابت الدين الحنيف، ولم يسلم منه شيخ أو طفل أو امرأة، وكان تدميرا حقيقيا لذاكرة الإنسان وهويته". وأضاف: أن تحرير نينوى يعني كسر ظهر الإرهاب وسقوط الهالة المزيفة التي صنعت حول داعش.. إن مسئولية سقوط الموصل يتحملها من كان مكلفا بحمايتها، أما ترك شعب نينوى الأعزل ليواجه قوة سوداء في الوقت الذي تخلت عنه فرق وألوية وأفواج، فهو أمر يفوق قدرة التفكير السليم على استيعابه أو تبريره بأي شكل من الأشكال، وهو ما حدث في صلاح الدين والأنبار، ما يوجب على القائد العام للقوات المسلحة تداركه سريعا والعمل على هيكلة الجيش بما يؤهله لأداء واجباته الوطنية المقدسة. ودعا النجيفي- في بيان صحفي اليوم الثلاثاء- بوقفة شجاعة عمادها معالجة الأخطاء والانطلاق بعزم نحو التحرير،وقال :إن أطرافا سياسية وضعت العصي في دواليب حركة حكومة د. حيدر العبادي، وهذا ضربة للمصالحة الوطنية وتقوية للاتجاه المضاد لمصالح العراقيين، ومن المؤسف أن بعض سياسات الحكومة السابقة بالاستهداف السياسي ما زالت قائمة ، وما زالت أجواء القلق وعدم ثقة تسود مواطني المناطق المحتلة من داعش. وطالب بطمأنة سكان هذه المناطق بأن يكون قرار المستقبل بيد الحكومة المنتخبة وبما يتفق مع الدستور، وتوفير مستلزمات تحرير الموصل وكافة المناطق المحتلة، وقال: إن التحرير حق وواجب وسكان المناطق المحتلة أقدر من غيرهم على تحقيقه ، لأنهم من اكتوى بنار داعش وعاش يومها الأسود. على صعيد متصل، دعا مجلس محافظة نينوى رئيس الوزراء العراقي إلى اتخاذ قرارات ملموسة بشأن تحرير الموصل وتحمل مسئولياته تجاه النازحين، وطالب بتحويل ملف النازحين بالكامل إلى رقابة الحكومة المحلية. وقال رئيس المجلس بشار كيكي- بمؤتمر صحفي بمدينة القوش شمال الموصل اليوم- إن الحكومة الاتحادية تلعب دور المتفرج على مجلسنا، والميزانية متوقفة والتحرك الجاد والملموس لإنطلاق معركة تحرير نينوى مازال يتأجل دون مبررات مقنعة والاستعدادات المدنية المرافقة للمعركة مازالت خجولة لا تتعدى مساحات الورق الذي كتب عليه. وأكد أهمية الإسراع في صرف ميزانية عام 2015 لإعادة اعمار المناطق المحررة وإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم واتخاذها قواعد للانطلاق نحو تحرير الموصل وباقي محافظة نينوى.. مطالباً بتحويل ملف النازحين بالكامل إلى رقابة الحكومة المحلية. يذكر أن تنظيم (داعش) اجتاح في يونيو الماضي عددا من محافظات وسط وشمال العراق، وارتكب جرائم ضد الإنسانية في هذه المناطق بحق سكانها والأقليات الدينية والعرقية ومن خالفه فى المنهج حتي من العراقيين المسلمين السنة، الذين ادعي انه جاء لحمايتهم وإعلان "الخلافة الإسلامية".. ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة للمسلمين"، وأعلن "الدولة الإسلامية في العراق والشام"والتي تم اختصارها بكلمة(داعش)، وبدأ سيطرته علي مناطق الأغلبية السنية بالعراق، ومدينة الموصل مركز محافظة نينوى/405 كم شمال العاصمة بغداد/ في 10 يونيو 2014 وتمدد إلى محافظات نينوي وصلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة في العراق.. وشرعت القوات العراقية المشتركة في تحرير هذه المناطق ونجحت في ديالي وصلاح الدين وتواصل ذلك في الأنبار وكركوك وتستعد لاستعادة الموصل.