أصدر وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة، اليوم الخميس، قرارًا بتشكيل لجنة تحقيق وتحري في أحداث الاشتباكات والصراعات المسلحة التي جرت مؤخرًا بين قبيلتي "الرزيقات" و"المعاليا" بولاية شرق دارفور-غرب السودان- وأسفرت عن سقوط المئات من الضحايا والمصابين من الجانبين. وضمت اللجنة في عضويتها كل من ممثل لوزارة الدفاع السودانية، وممثل لوزارة الداخلية، وممثل لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، وممثل للمجلس الأعلى للحكم اللامركزي. وحدد القرار اختصاصات اللجنة في التحري والتحقيق في أحداث "الرزيقات" و"المعاليا"، وتحديد المسئوليات بشكل عام والتحري في البلاغات واستجواب الأطراف واتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية وتحديد الخسائر في الأرواح والأموال. كما منح قرار وزير العدل السوداني، اللجنة سلطات النيابة الجنائية الواردة في قانون الإجراءات الجنائية، على أن يتم تفريغ اللجنة لأداء مهامها تفريغا تاما، عقب تأدية القسم أمام وزير العدل، وتنتقل فورا لمناطق الأحداث كما يمكن لها الاستعانة بمن تراه مناسبا ولها الحق في الاطلاع على المستندات المتعلقة بكافة الأحداث السابقة بين الطرفين على أن ترفع اللجنة تقارير دورية للوزير. وأكد وزير العدل السوداني - خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بالخرطوم عقب إصدار القرار- أن القرار جاء بعد فشل كافة قرارات الصلح التي تم الاتفاق عليها، وبعد أن تطورت الأحداث بصورة كبيرة وخلفت الكثير من الضحايا بين الطرفين. وأضاف أن الحكومة قررت أخذ الأمر عبر فرض هيبة الدولة من خلال التطبيق الصارم للقانون، مشيرًا إلى أن الأصل أن تعالج المشاكل عبر القانون، ولكن المشاكل القبلية غالبا ما تكون الدلائل فيها ضعيفة، ولذلك نلجأ للمصالحات . وأكد دوسة، أن قرار الدولة الآن هو بسط هيبة الدولة وتطبيق القانون، مبينا أن أهمية اللجنة تكمن في علاج القضية عبر تحديد الجناة وبسط هيبة الدولة وتكون بمثابة القاطرة لبسط هيبة الدولة. تجدر الإشارة، إلى أنه قد فشلت عدة مؤتمرات للصلح بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا" كان آخرها مؤتمر /مروي/ بالولاية الشمالية في نهاية فبراير الماضي، حيث رفضت قبيلة المعاليا التوقيع علي وثيقة مؤتمر "مروي" للصلح مع الرزيقات بحجة ورود فقرة بوثيقة التصالح تنص على تبعية مناطق "عديلة وأبوكارنكا" التي تقطنها القبيلة لنظارة الرزيقات. ويعد النزاع بين قبيلتي "الرزيقات والمعاليا"، من أطول النزاعات القبلية بإقليم دارفور، التي خلفت المئات من القتلى والآلاف من المصابين من القبلتين، بسبب الصراع حول أراض "حاكورة" يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض، كما أخذ الصراع بين الطرفين منحى أكثرة عنفا وحدة بعد اكتشاف النفط في المناطق المتنازع عليها.