أعربت الجزائروكوبا عن قلقهما العميق إزاء تدهور الوضع الأمنى فى ليبيا وانعكاساته السلبية على كافة المنطقة ودعتا إلى حل سياسى يضمن الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وفى بيان مشترك صدر فى ختام زيارة الرئيس الكوبى راؤول كاسترو إلى الجزائر اليوم -الثلاثاء-أشادت كوبا بجهود الجزائر لجمع الأطراف والفاعلين السياسيين الليبيين كمرحلة هامة لاستتباب السلام والاستقرار فى هذا البلد. وحول الوضع فى مالى ، أشار البيان المشترك إلى أن الجزائر أطلعت الرئيس الكوبى على الجهود التى تقوم بها لتسهيل تسوية النزاع فى هذا البلد .. حيث دعت الدولتان كافة الأطراف المالية إلى تغليب المصلحة العليا لمالي. وبخصوص الوضع فى الشرق الأوسط ، جدد الطرفان دعمهما لحل عادل ودائم للنزاع الإسرائيلى-الفلسطينى الذى يعتبر حجر الزاوية للنزاع فى الشرق الأوسط وجددا التأكيد على حق الشعب الفلسطينى الثابت فى إقامة دولة مستقلة في حدود ما قبل سنة 1967 عاصمتها القدس .. ونددا من جهة أخرى بالتعنت الإسرائيلى وسياستها غير القانونية لبناء مستعمرات فى الأراضى العربية الفلسطينية المحتلة بغير وجه حق و طالبا بالاستعادة غير المشروطة والفورية لكل الأراضى المحتلة . وفى هذا السياق أشار الطرفان إلى ضرورة تعجيل الجهود من اجل استحداث منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط . وفيما يتعلق بالإرهاب ، أكدت الجزائروكوبا مجددا ضرورة تضافر الجهود من أجل مكافحة الإرهاب الدولى وأكدتا ادانتهما القوية للإرهاب بكل أشكاله ومظاهرة فى أى زمان ومكان كما جددتا التزامهما بالعمل على المصادقة على الاتفاقية الشاملة حول الارهاب الدولى فى اطار الاممالمتحدة . وأشار البيان إلى أن الوفد الكوبى أشاد بالدور الهام الذى يقوم به الإتحاد الإفريقى من أجل تعزيز السلم والأمن والتنمية فى إفريقيا وتحقيق الإندماج السياسى والإقتصادى فى القارة وأبرز جهود المنظمة الإفريقية فى الدفاع عن مصالح إفريقيا ومكانتها على الساحة الدولية .. كما أعرب عن امتنانه لإسهامات الاتحاد الافريقى على الصعيد الدولى وعن شكره لرفضه للحصار الإقتصادى والتجارى والمالى المفروض على كوبا مشيدا على وجه الخصوص بالمساهمة الجزائرية فى هذا المجال . وأكدت كوبا الدور الهام الذى قامت به الجزائر باعتبارها فاعلا إقليميا سواء على مستوى الإتحاد الإفريقى أو من خلال مبادراتها كوسيط فى حل النزاعات فى شمال إفريقيا و الساحل و فى تجسيد نهضة إفريقيا . وأكد الوفدان مجددا التزام البلدين باحترام أهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولى والسلم والأمن الدولى والتنمية الإقتصادية و الإجتماعية ... كما جددا تأكيدهما على احترام السيادة و مبدأ عدم التدخل فى الشؤون الداخلية وحق الشعوب فى تقرير مصيرها . وأبرزا مجددا سداد المثل العليا التى تدعو إليها حركة دول عدم الإنحياز ودورها فى احياء المؤسسات الدولية وصبغها بالديمقراطية متطرقين إلى الإستحقاقات القادمة لهذه العام فى إطار الحركة لاسيما الندوة الوزارية لطهران و القمة المرتقبة بفنزويلا . أما بخصوص مسائل نزع السلاح النووى وحظر الإنتشار والإستخدام السلمى للطاقة النووية تطرق الوفدان الجزائرى والكوبى إلى ندوة مراجعة معاهدة حظر الإنتشار (2015) التى ترأسها الجزائر ، وأكدا فى هذا الصدد على أن القضاء التام والحظر النهائى للأسلحة النووية يشكلان أولوية للمجتمع الدولة مشيران إلى جعل 26 سبتمبر من كل عام ، يوما عالميا للقضاء التام على الأسلحة النووية . ..وأكدا على حق جميع البلدان فى التطوير والبحث واستخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية . كما جددت الجزائروكوبا فى البيان المشترك التأكيد على تضامنهما الكلى مع فنزويلا ومع شعبها الذى يكافح من أجل مواصلة السير على دربه الخاص وحمل إرث الرئيس هوجو شافيز وهو مع ذلك يواجه محاولات لضرب استقراره يجب وضع حد لها و أيضا للعقوبات وحيدة الطرف التي يجب أن ترفع ... واعتبرتا أن العلاقات بين بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى وكذا علاقاتها مع الأمم الأخرى يجب أن تكون مطابقة مع روح "إعلان أمريكا اللاتينية و الكاريبى كمنطقة سلم" الذى وقعه رؤساء دول وحكومات المنطقة خلال القمة الثانية لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكرايبى التى عقدت فى يناير 2014 . و لدى تطرقهما إلى الوضع فى أمريكا اللاتينية والكاريبى ، نوهت الجزائر بالتزام المنطقة من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاقليميين ومن اجل تجسيد اندماجها السياسى والاقتصادى لصالح تلك البلدان و شعوبها وبخاصة تعزيز مجموعة بلدان امريكا اللاتينية والكاريبى . كما أشاد الطرفان بعودة العلاقات الدبلوماسية بين كوبا و الولاياتالمتحدة إلى طبيعتها حيث أعرب الجانب الجزائرى عن أمله فى ان يوضع حد وبشكل فورى وغير مشروط للحصار الاقتصادى و التجارى والمالى غير العادل وغير المشروع المفروض على كوبا كما دعا الى عودة سيادة كوبا على الاقليم المحتل بشكل غير شرعى حتى اليوم للقاعدة البحرية لجوانتنامو. وكان الرئيس الكوبى قد أجرى خلال الزيارة التى استغرقت ثلاثة أيام واختتمها اليوم محادثات مع رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبى الوطنى محمد العربي ولد خليفة ورئيس الوزراء عبد المالك سلال خيث كانت هذه المحادثات الهامة فرصة للطرفين لبحث مسائل ثنائية دولية ذات الإهتمام المشترك ... كما تم التوقيع على اتفاقات تعاون جزائرية كوبية هامة. وقد وجه الرئيس كاسترو دعوة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للقيام بزيارة دولة إلى كوبا حيث تم قبول الدعوة فيما سيتم تحديد تاريخ الزيارة باتفاق مشترك عبر القنوات الدبلوماسية.