رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء أن الأزمة القائمة في مدينة بالتيمور أكدت وجود توتر بين حاكم ولاية ميريلاند الجمهوري وعمدة المدينة الديمقراطية السوداء رولينجز بليك اتضح في ردودهما المتباينة للفوضى.. ففي حين أعرب الحاكم لاري هوجان عن تلهفه إلى إرسال قوات، قال إنه يحتاج إلى موافقة من عمدة المدينة، التي سعت إلى "استجابة متوازنة". وأشارت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إلى أن هوجان وصف قرارا بنشر الحرس الوطني لولاية ميريلاند بأنه "ملاذ أخير" لاستعادة النظام بعد الاحتجاجات العنيفة التي تفجرت في بالتيمور قبل يومين. ولفتت إلى أنه قد بدا أيضا أن الزعيمين يتفهمان الحاجة للتكاتف ومنع الخلاف بينهما من تقويض استجابتهما لأعمال الشغب.. ففي البداية أثار هوجان تساؤلات أمس الأول الاثنين حول أسلوب العمدة في معالجة الأزمة، إلا أنه قلل من أهمية الخلافات بينهما بامتداحه لها.. ولكنه ما لبث أمس الثلاثاء أن عاود إلقاء المسئولية على عاتق العمدة عندما سأله الصحفيون عن سبب عدم استدعاء قوات الحرس الوطني عاجلا وسبب عدم استجابة الشرطة بسرعة أكبر لأعمال النهب أمس الأول الاثنين. ونوهت بأن شرطة مدينة بالتيمور الأمريكية أعلنت حظر التجول أمس في المدينة بعد موجة المواجهات التي اندلعت في اليوم السابق بين الشرطة ومثيري الشغب بعد تشييع جنازة شاب أسود توفي في حجز الشرطة. وذكرت "واشنطن بوست" أن الحرس الوطني بمصاحبة رجال الشرطة انتشروا في أرجاء المدينة مدججين بالسلاح بعد أن أدت المواجهات إلى إصابة 20 شرطيا بجروح، بينما ألقت الشرطة القبض على أكثر من 250 شخصا من مثيري الشغب. وأوضحت أن الحرس الوطني كانوا مجهزين وكأنهم على وشك الدخول في معركة وكانت عناصر مكافحة الشغب مدججة بالسلاح تجوب شوارع المدينة.. ومع دوريات الشرطة والحرس الوطني خرج التجار والجيران لتنظيف المحال التجارية المدمرة والشوارع التي تناثر فيها الحطام. وتشير الصحيفة إلى أنه لم يكن هناك تكرار لأعمال العنف التي وقعت يوم الاثنين، التي رشق فيها عشرات الشباب - أكثرهم من سن طلبة المدارس الثانوية - الشرطة بالحجارة والزجاجات، ونهبوا عدة متاجر وأضرموا النيران في المباني. إلا أن التقارير تفيد بأنه بعد تطبيق حظر التجول مساء أمس زادت التوترات بين الشرطة وعشرات من المتظاهرين السلميين واستخدمت الشرطة مكبرات الصوت من مروحيات لتذكرة الحشود بحظر التجول وطلبت منهم العودة إلى ديارهم. وكان رد فعل المتظاهرين هو إلقاء الحجارة على شرطة مكافحة الشغب، وردت الشرطة بإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع.