تعرضت الهدنة الهشة بين قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا لضغوط جديدة يوم الأحد مع إبلاغ الجيش الأوكراني عن مقتل جندي وإصابة سبعة في هجمات للانفصاليين. وجاءت الخسائر في أعقاب مقتل جندي آخر يوم السبت في قصف بجنوب شرق البلاد وفيما يتبادل الجيش والانفصاليون الاتهامات بانتهاك اتفاق السلام الذي وقع في مينسك عاصمة روسيا البيضاء في فبراير شباط. وأججت أعمال العنف الأحدث المخاوف من أن الاتفاق الذي توصل إليه قادة أوكرانياوروسيا وألمانيا وفرنسا قد ينهار رغم أن مراقبين دوليين يقولون إن الانتهاكات محدودة نسبيا. وقتل أكثر من 6100 من المدنيين والانفصاليين والجنود المؤيدين لكييف حتى الآن في الصراع الذي اندلع في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية بعد أن أطيح بالرئيس المدعوم من موسكو في احتجاجات شعبية وضمت روسيا شبه جزيرة القرم لأراضيها. وقال أولكسندر موتزيانيك المتحدث باسم الجيش الأوكراني إن الانفصاليين صعدوا هجماتهم على القوات الحكومية منتهكين اتفاقا لوقف إطلاق النار أبرم في فبراير شباط الماضي. وأضاف أن الانفصاليين يستخدمون مدفعية ثقيلة كان الجانبان قد تعهدا في الاتفاق بسحبها من منطقة الصراع. وذكر أن الهجمات تتركز إلى حد بعيد قرب المطار في مدينة دونيتسك وفي جنوب شرق البلاد قرب ماريوبول وهي مدينة على بحر أزوف تسيطر عليها الحكومة ويسكنها نصف مليون شخص. ولماريوبول أهمية استراتيجية بسبب موقعها بين الأقاليم الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا. وقال موتزيانيك "لوحظ زيادة عدد الانتهاكات في نظام وقف إطلاق النار من قبل المقاتلين (الانفصاليين) خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة." وأضاف أن الانفصاليين يستخدمون أيضا صواريخ جراد في انتهاك أيضا لاتفاق مينسك الذي يدعو لسحب الأسلحة الثقيلة من منطقة الصراع. ووجه الجيش الأوكراني يوم السبت اتهامات مماثلة ضد الانفصاليين الذين اتهموا بدورهم الجيش بفتح النار على قافلة مساعدات من روسيا وبإطلاق النار دون تمييز على المناطق المأهولة. وتقول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تراقب وقف إطلاق النار إن الانتهاكات لا تزال محدودة وتراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بما كان الوضع عليه قبل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال الأمين العام للمنظمة لامبرتو زانيير لرويترز على هامش مؤتمر أمني في استونيا يوم السبت "لسنا في مرحلة صراع نشط جدا كما شهدنا في الشهور السابقة."