قالت دار الإفتاء المصرية، إن الميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره، ويرد عليه السلام السلام. واستشهدت الإفتاء بما روي عن بريدة -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، وأسأل الله لنا ولكم العافية" أخرجه مسلم في صحيحه. وتابعت: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام)) أخرجه تمام في فوائده، والبيهقي في شعب الإيمان، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. وأضافت أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قَلِيب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم : «يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا، فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابًا)) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. فيستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، وذلك لأن الميت يعرف المسلِّم عليه ويرد عليه السلام، قال الإمام النووي في " المجموع شرح المهذب" (5/ 310): [قَالَ أَصْحَابُنَا -رَحِمَهُمُ اللَّهُ-: وَيُسْتَحَبُّ لِلزَّائِرِ أَنْ يَدْنُوَ مِنْ قَبْرِ الْمَزُورِ بِقَدْرِ مَا كَانَ يدنوا مِنْ صَاحِبِهِ لَوْ كَانَ حَيًّا وَزَارَهُ]. وأفادت الإفتاء بأن الموت ليس معناه فناء الإنسان تمامًا، ولا هو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له، بل إن الموت حالة من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان؛ حيث تخرج فيها روحه؛ لتعيش في عالم آخر، فخروجها من الجسد الذي كانت بداخله صعب، فالموت : هو مفارقة الروح للجسد حقيقة، قال الغزالي في "إحياء علوم الدين" (4/ 493): [ومعنى مفارقتها للجسد: انقطاع تصرفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها].