يعقد منتدى التعاون العربي- التركي دورته الرابعة في مدينة الرباط بالمغرب الأربعاء بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربى وعدد من وزراء الخارجية العرب. وقال بيان صادرعن الجامعة الأربعاء ان المنتدى يأتي تكثيفاً للتشاور بين الجانبين العربي والتركي لبحث أفضل السبل لدعم التعاون على مختلف الأصعدة بما يجعله نموذجاً رائداً للتعاون . ويأتي عقد الدورة الرابعة لهذا المنتدى في ظل أجواء عربية ودولية تتسم بالحراك السريع والتطورات المتلاحقة، وهو ما يجعل لعقد هذه الدورة أهمية خاصة في هذا التوقيت إذ يؤكد المشاركون فيه على عدد من المباديء السياسية المشتركة بين الجانبين العربي والتركي، وأهمها الاتفاق على ضرورة تحقيق الطموحات والمطالب الشرعية للشعوب العربية في الحرية والإصلاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وممارسة تلك الحقوق بطريقة سلمية. ومن المتوقع أن يصدر عن المنتدى بيان وخطة عمل، بحيث يؤكد البيان على الرؤية المشتركة بين الجانبين العربي والتركي في عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، منها دعم المطلب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية، وأهمية إقامة سلام شامل وعادل لإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، وأهمية تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يعزز تقارب الرؤى الذي بدا واضحاً في كلمة رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، التي ألقاها خلال زيارته لمقر الأمانة العامة، لحضور افتتاح أعمال مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية 136 يوم 13سبتمبر الماضى حيث شدد على ارتباط الشعبين التركي والعربي بأواصر الأخوة والمصير المشترك. وفيما يتعلق بأهم القضايا الإقليمية فإن السياسات التركية والعربية تتفق على ضرورة احترام سيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه، احترام سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، وأن العلاقات في منطقة الشرق الأوسط يجب أن تقوم على أساس الاحترام الكامل للسيادة والاستقلال والوحدة الترابية لكافة دول المنطقة. كما تتفق السياستان العربية والتركية على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ومطالبة إسرائيل بالانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مع التأكيد على حق الدول في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق ما نصت عليه معاهدة الحد من الانتشار النووي. وفي إطار هذا الاتفاق العربي- التركي على عدد من المبادئ الثابتة في السياسات العربية، فمن المتوقع أن تضع الدورة الرابعة للمنتدى خطة عمل للفترة المقبلة لمزيد من التعاون العربي- التركي في عدة مجالات، منها المجالات السياسية والأمنية، الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية والعلمية والتربوية، وذلك بعد نجاح الدورات الثلاث السابقة في إرساء أسس التعاون ومن ثم تطلع الجانبان إلى زيادته، لاسيما في المجالين الاقتصادي والثقافي. الجدير بالذكر أن منتدى التعاون العربي- التركي يعقد دوراته سنوياً منذ عام 2008، ونتج عنها افتتاح بعثة للجامعة العربية في أنقرة عام 2009، وعدد من برامج العمل المشتركة منها ورشة عمل حول الموضوعات المتعلقة بالأمن الإقليمي، جولتين للحوار البرلماني العربي- التركي، جولتين لمنتدى تحالف الحضارات، وغيرها، إضافة إلى برامج قيد التنفيذ حالياً تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الصناعة، والإسكان، والجامعات والبحث العلمي، وتخطيط المدن ومشاريع الإسكان لمحدودي الدخل والطبقات الفقيرة هذا بخلاف عدد آخر من المشروعات في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والطاقة والزراعة والنقل التي ينظر المنتدى في دورته الحالية في دعم التعاون فيها، بعد أن اثبت نجاحاً كبيراً في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.