أكد رئيس مجلس النواب العراقي د. سليم الجبوري اليوم الخميس حاجة العراقيين الماسة إلى الوحدة والتعاون فيما بينهم لمواجهة الإرهاب والانتصار عليه في معركة التحدي، وتجاوز الخلافات في هذه المرحلة وتأجيل الحديث عنها ريثما يتم التخلص من الخطر الأكبر المتمثل بتنظيم(داعش) الإرهابي. وقال الجبوري أن "المركز في العراق بحاجة إلى الإقليم، والإقليم بحاجة إلى المركز، ولا غنى لأي منهما عن الآخر، وهذا ما يعزز قدرتنا على مواجهة الأخطار، نحن دون وحدتنا ضعفاء، هدفنا في هذه المرحلة الحفاظ على وحدة العراق مع الحفاظ على الخصوصيات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تتمتع بها المكونات والتي كفلها الدستور وأقرها وهي عنصر مهم من عناصر قوتنا التكاملية". وشدد الجبوري - في كلمة ألقاها خلال زيارته إلى مدينة حلبچة شمال شرقي العراق بمناسبة الذكرى السنوية لاستهداف نظام صدام حسين لها بالأسلحة الكيماوية - على تضامن مجلس النواب العراقي الكامل مع حلبچة، وقال:"نتبنى بشكل كامل بيان قوى التحالف الكردستانية الذي طالب بشمول حلبچة بموازنة تنمية خاصة لإعمارها وتطويرها إضافة إلى تعويض ضحاياها وفق القانون، والمجلس يعكف الآن على إعادة صياغته تشريعيا ليدرج كقانون يتم التصويت عليه والعمل بموجب مطالبه كإلتزام وطني تجاه هذه المدينة وأهلها". وأضاف: أنه الآلاف رحلوا عن حلبجة بفعل "شهوة القتل للنظام البائد" لكنهم حفروا في ذاكرة الزمن وجودهم وموقعهم، أن حلبچة تحولت بفعل تضحياتهم إلى المحافظة التاسعة عشرة للعراق لتقف رمزا وطنيا شامخا للصمود نعتز به ونفتخر. وتابع: من هنا من حلبچة لابد أن يستلهم كل حاكم العبرة ويتعلم قانون البقاء الحقيقي من المزيف، ولابد أن يتعلم أن الشعوب لا تقهر وأن قوة السلاح لا تقف بوجه إرادة الأمة. ولفت إلى أن من يطلب الخلود في قلوب شعبه عليه أن يخدمهم ويرعاهم ويعاملهم معاملة الأب لأولاده كي يعيش خالدا في ذاكرة الوطن، وقال: " إلى كل من يحاول تكرار تجربة الدكتاتورية الصماء عليك أن تتذكر دائما لو دامت لغيرك ما وصلت إليك". وأعرب الجبوري عن أمله بعودة أبناء المدينة ال 63 الذين فقدوا إبان أحداث نكبتها، وقال: إن مجلس النواب العراقي بصدد مفاتحة السلطات الإيرانية للتحري عن وجودهم والعمل على إعادتهم لحلبجة. يذكر أن برلمان كردستان العراق وافق يوم 5 فبراير 2015 خلال جلسة استثنائية بمدينة حلبجة شمال شرقي العراق على مشروع قانون تحويل حلبجة إلى محافظة كردية، وفقا لقرار مجلس الوزراء العراقي الموافقة على استحداث محافظة حلبجة في كردستان، وأعلنت حكومة إقليم كردستان في مارس 2014، حلبجة محافظة رابعة في الإقليم حلبجة لتنضم إلى دهوك وأربيل والسليمانية، وتصبح المحافظة العراقية رقم 19.. تقع حلبجة في الجنوب الشرقي من مدينة السليمانية شمالي العراق .. وتبلغ مساحة حلبجة 1599 كم ويقطنها سكان أكراد وبها أربعة أقضية هي : شاربازير وبينجوين وسيد صادق كانت مرتبطة إداريا بمحافظة السليمانية. وكانت مدينة حلبجة (80 كم جنوب شرقي السليمانية) تعرضت لقصفت من نظام صدام حسين بالمدفعية والطائرات بقنابل كيماوية في 16 مارس 1988، خلال الحرب العراقية - الإيرانية، وأسفر القصف عن خمسة آلاف قتيل وعدد كبير من الجرحى وآخرين من المصابين بأمراض مزمنة بسبب التعرض للقصف الكيماوي، وأصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا حكماً بالإعدام بحق المشرف على العملية العسكرية آنذاك على حسن المجيد وعدد من أركان نظام صدام.
