قال العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، "إن مدينة الداخلة، هي النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء، الذي تبنته المملكة"، ويطمح إلى تحويل هذه المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن مدينة الداخلة مدعوة لاحتلال موقع محوري ضمن القطب الاقتصادي الإفريقي المستقبلي، المندرج في إطار السعي إلى تعزيز السلم والاستقرار في منطقة جنوب الصحراء. جاء ذلك خلال رسالة مكتوبة وجهها الملك إلى المشاركين في منتدى "كرانس مونتانا" المقام حاليًا بمدينة الداخلة، وتلاها رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. وأضاف الملك - في رسالته - أن "هذا النموذج التنموي الجديد ينبثق من رؤية سياسية طموحة، قائمة على جيل جديد من الإصلاحات المؤسساتية التي تعتمد الجهوية المتقدمة ركيزة لها". وانتقد الملك محمد السادس الحدود بين الدول الإفريقية، مُعتبرًا أنها "تشكل في الكثير من الأحيان، البؤر الرئيسية للعديد من الاضطرابات والنزاعات"، داعيًا إياها إلى التحرر من قيود المستعمر. وأوضح الملك أن "القارة الإفريقية دفعت الثمن غاليًا أكثر من غيرها خلال فترة الاستعمار، وإبان الحرب الباردة، والتي لازالت تعاني من آثارها إلى يومنا هذا". وتابع أن "الحدود التي ورثتها بلدان القارة عن المستعمر لاتزال تُشكل في الكثير من الأحيان، البؤر الرئيسية للعديد من الاضطرابات والنزاعات"، داعيًا إلى "ابتكار السبل الكفيلة بتحويلها إلى فضاءات مفتوحة للتلاقي والتبادل المثمر بين المجتمعات الإفريقية". ولفت الملك - في رسالته - لما تعانيه القارة الإفريقية من "تصدع اقتصادي وسياسي وثقافي"، ما تسبب في "اندلاع جملة من الأزمات متعددة الأشكال"، وذلك على الرغم من "تعدد وتنوع الثروات البشرية والطبيعية الهائلة". وربط الملك محمد السادس، تقدم إفريقيا، ب"تحررها بصفة نهائية من قيود الفترة الاستعمارية من ماضيها"، إلى جانب "نظرها إلى المستقبل بكل عزم، وأن تتحلى بالمزيد من الثقة بنفسها وبقدراتها الذاتية". ودعا إلى تعزيز التعاون جنوب – جنوب، إلى ما وصفه ب"التعاون الفعال والمتضامن"، وذلك من خلال "التوظيف الأمثل للفرص التي يُتيحها التعاون الثلاثي، سواء على المستوى الإقليمي أو مع دول الشمال"، في حين نبه إلى أن هذا التوجه يجب أن يتم ضمن "مقاربة مبنية على الاحترام المتبادل والتوازن ومراعاة مصالح كُل الأطراف". وفي أعقاب ذلك لفت الملك محمد السادس إلى أن إفريقيا في حاجة إلى الاستثمار على نطاق واسع في بنياتها التحتية وتحسين ظروف عيش مواطنيها.