قال محامي السيدة الأولى السابقة في ساحل العاج سيمون باجبو يوم الثلاثاء ان المحكمة قضت بسجنها 20 عاما لدورها في الأزمة التي شهدتها البلاد بعد الانتخابات وأدت الى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص. وحوكمت سيمون وهي مطلوبة أيضا للمثول امام المحكمة الجنائية الدولية الى جانب 82 شخصا تحالفوا مع الرئيس السابق لوران باجبو في قضية أحيت الانقسامات في دولة لا تزال تتعافى من سنوات من الصراع والاضطرابات السياسية. وقال محامون ان الجنرال برونو دوجبو الذي قاد الحرس الجمهوري والقائد السابق للبحرية الاميرال فاجبا فوسينو حكم على كل منهما أيضا بالسجن 20 عاما كما قضت المحكمة بالسجن لمدد أقل على آخرين من بينهم ابن الرئيس السابق. وقال أنصار الرئيس السابق الذي رفض الاعتراف بالهزيمة امام الحسن واتارا في انتخابات عام 2010 مما فجر حربا اهلية قصيرة ان محاكمة السيدة الاولى السابقة ذات طابع سياسي. وقال رودريج دادجي محامي سيمون باجبو لرويترز ان المحكمة وجدت انها مذنبة في جرائم من بينها تعكير السلم وتنظيم عصابات مسلحة وتقويض أمن الدولة. وقال دادجي "أمامنا خمسة أيام للاستئناف وهو ما سنفعله قبل نهاية الاسبوع." وتابع "انها تحتفظ بمعنوياتها عالية لانها كانت على نحو أو آخر تتوقع ذلك." وجاء الحكم الذي أصدرته هيئة محلفين من ستة أعضاء أغلظ من الحكم الذي طلبه الادعاء وهو السجن عشرة أعوام. وقال دادجي ان حقوقها المدنية ستعلق أيضا لمدة عشر سنوات. وينتظر لوران باجبو محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية في اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية. ورفضت ساحل العاج نقل سيمون باجبو الى لاهاي لمواجهة اتهامات مماثلة قائلة انه بامكانها ان تلقى محاكمة عادلة أمام محكمة محلية. وقال دادجي ان الاحكام التي صدرت في هذه المحاكمة أعلنت في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء بعد نحو تسع ساعات من المداولات بين المحلفين حيث أدين ميشيل باجبو ابن الرئيس السابق وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. وحكم على باسكال آفي نجويسان رئيس حزب الجبهة الشعبية الايفورية الذي ينتمي اليه باجبو بالسجن لمدة 18 شهرا. وينظر اليه على انه مرشح محتمل لتحدي الرئيس واتارا في الانتخابات التي ستجري هذا العام. ونظرا للفترة التي أمضاها في السجن طوال المحاكمة فقد أفرج عنه هو وتسعة وزراء سابقين بالحكومة وأربعة صحفيين كانوا بين عشرات من حلفاء باجبو الذين اعتقلوا بعد أحداث العنف التي وقعت في عام 2011 . وبعد انتهاء المحاكمة يوم الاثنين قالت سيمون باجبو ان الادعاء أهانها وأذلها في حين فشل في اثبات انها مذنبة. وقالت "إنني مستعدة لان أتسامح. أتسامح لانني اذا لم أفعل ذلك فان هذا البلد سيحترق." واضافت "أنا راضية عن هذه المحاكمة. لقد قلت ما يخصني من الحقيقة." ورغم الاشادة به لادارته انتعاش ساحل العاج بعد الحرب فان الرئيس واتارا متهم من جانب منظمات حقوق الانسان بتطبيق عدالة أحادية الجانب ضد منافسيه السابقين مع تجاهل الانتهاكات التي ارتكبها مؤيدوه. وفي العاصمة التجارية أبيدجان كان رد الفعل متباينا. وقال ساليف باكايوكو وهو مسؤول تسويق خارج كشك لبيع الصحف "كان يتعين ان يفرجوا عنهم واعطاء المصالحة دفعة." لكن آخرين رحبوا بالحكم باعتباره مؤشرا على انه لن تكون هناك حصانة للاعمال التي دفعت البلاد الى الاضطرابات. وقال جلبرت كواكو وهو مراجع حسابات "كل شخص مسؤول عما حدث في عام 2011 يجب ان يدفع الثمن."