حذر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من خطورة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بأن موقفهم من الدولة الفلسطينية أصبح لاغيا وأن التزامهم بحل الدولتين لم يعد قائما". وقال المالكي، في كلمة له اليوم الاثنين أمام الجلسة الافتتاحية للدورة 143 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة الأردن ، "إن قضيتكم المركزية فلسطين تمر في مرحلة دقيقة وتحتاج منكم كل الدعم والعناية في ظل تمادي العدوان الاسرائيلي بسياساته العدوانية الإحتلالية". وأضاف المالكي"أن الحكومة الإسرائيلية كشفت أمس الأحد عبر تصريحات رئيس وزرائها وحزبها الحاكم الليكود أن موقفهم من الدولة الفلسطينية أصبح لاغيا وأن التزامهم بحل الدولتين لم يعد قائما، وهذا يتطلب منا سرعة الرد وتحديد سرعة الرد عربيا، وضرورة إجراء اتصالات فورية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ". وقال المالكي إن "هذا التصريح يخرجنا من المسار الذي اعتمدناه واعتمده المجتمع الدولي لسنوات ويضعنا من جديد في مواجهة محتملة مع إسرائيل والذي يعني رفضهم قيام الدولة الفلسطينية ، استمرارهم في سياسة الاستيطان والمصادرة والضم والتهويد والطرد"، مؤكدا أنه لابد من تشكيل موقف دولي سريع وواضح لمواجهة هذا التحدي الاسرائيلي . وأشار المالكي إلى أن هذا الوضع الخطير لم يأت من فراغ وإنما كان يترجم عمليا عبر السنوات الماضية من قرارات تصدر من الحكومة الإسرائيلية بشكل تدريجي وكانت واضحة المعاني والاهداف، لافتا إلى أن سياسة الاستيطان واماكنه المختارة تلتقي مع هدم المنازل ومنع التواصل الجغرافي للفلسطينيين وإجلاء البدو من أماكنهم، ومن ثم تحريك المستوطنين لمهاجمة القرى والأرياف الفلسطينية وحرق المحاصيل واقتلاع الأشجار وإطلاق النار على المواطنين، بالإضافة الى حرق المساجد والكنائس، وبعد كل هذا وقف تحويل الأموال " المقاصة الفلسطينية" لاضعاف قدرة السلطة الفلسطينية من تقديم خدماتها بما فيها دفع رواتب الموظفين. بالاضافة الى منع البناء والمصادرة وقطع الكهرباء عن مدن وقرى عديدة في الضفة الغربية ومنع حفر آبار المياه والاعتداءات على المسجد الاقصى بهدف تقسيمه زمانيا ومكانيا وتغيير معالم القدس وطرد سكانها وإقامة الحدائق التوراتية لاحلال مفهوم جديد للقدس، والاستمرار في حصار قطاع غزة والدفع في خروج القطاع خارج نطاق المشروع الوطني الفلسطيني واعتبار الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبومازن" غير شريك للسلام واتهامه بأنه يخوض إرهاب دبلوماسي ضد دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان هدد العرب والذين لايدعمون سياسة اسرائيل بقطع رؤوسهم أسوة ب"داعش" . وأكد المالكي أن هذا الوضع خطير جدا استدعى القيادة الفلسطينية لسرعة دعوتها للمجلس المركزي للانعقاد والذي دعا إلى إعادة تقييم العلاقة مع سلطة الاحتلال، داعيا مجلس الجامعة العربية إلى دعم القرارات التي أقرها المجلس المركزي . وقال المالكي إن القيادة الفلسطينية تبذل جهودا حثيثة مع الشقيقة مصر من أجل تحقيق بنود المصالحة الداخلية رغم كل المعيقات التي تضع أمام هذه الحلول من بعض الفصائل الفلسطينية، كما تبذل القيادة جهودا كبيرة مع مصر وبقية الدول الداعمة لانجاح جهود اعمار قطاع غزة وتسريع عملية اعادة البناء والإعمار "، داعيا كافة الدول الوفاء بالتزاماتها لسرعة عملية الاعمار . وطلب المالكي من مجلس الجامعة العربية اعتماد كافة القرارات المقدمة من المندوبية الدائمة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية.