- 1966 كان أول فيلم أفريقى يعبر عن المجتمع بعمق - السينما الأفريقية حاربت الاستعمار فى البداية و حتى وصلت الى سيزار السينما الإفريقية السوداء ولدت بالنسبة لكثير من الدول الإفريقية في إطار عملية التجديد الثقافي ما بعد الاستعماري، وحقيقة لم يكن هناك أي شيء يمكن تسميته بالسينما الإفريقية السوداء قبل الاستقلال والسينما الإفريقية لم تقم بنيات تحتية صناعية بالبلدان الإفريقية ولكنها خرجت إلى الوجود بحكم ضرورة التعبير عن اللحظة التاريخية، فكان أن نشأت شبكة علاقاتها الإنتاجية والتسويقية من جراء التراكم الفلمي الذي أحدثته في حقبة تاريخية وجيزة لم تتجاوز الخمسين عاماً. والسينمائيون الأفارقة رغم مشاكل القارة السوداء الاقتصادية والسياسية، إلا أنهم أصبحوا فنانين ذوي قامات تعرض أفلامهم في أهم المهرجانات العالمية وتكتب عنهم البحوث والمؤلفات و الدليل ما حققه الفيلم الموريتاني "تمبكتو" وحصوله على جائزة سيزار.. وما يثير الإعجاب إزاء السينما الإفريقية السوداء، إنها الآن في حالة تغير مستمر. وهنا الحديث عن ثقافات سينما ما زالت في حالة تكون. إن أفضل الأفلام الأجنبية التي عالجت قضايا القارة الإفريقية لا تخرج عن كونها " رؤية الغريب " فالمخرجون الأجانب لم يكونوا مؤهلين لمقاربة الواقع الأفريقي ؛ ولم يكن بمقدورهم تقديم الثقافة الأفريقية الموغلة في القدم ولا طبيعتها المعقدة المتعددة الأعراق والملامح . ويصح هذا القول حينما نتحدث عن قضايا ومشكلات الحاضر . فالوافدون الجدد أو أولئك الذين قدموا منذ فترة قصيرة ليس بمقدورهم أن يعبروا بصورة مناسبة ، عن العمليات المعقدة للتطور السياسي والاجتماعي والثقافي في أفريقيا . هذا التعبير ليس متاحاً – إلا للأفريقيين الذين ورثوا جينات ثقافتهم الوطنية ، ووضعوا ألبانها ، ثم أدركوا مشكلات قارتهم وقضاياها المعقدة . ولم يكن من المتصور حل هذه الإشكالات في زمن الاستعمار غير أن بعض بلدان أفريقيا الاستوائية كانت بها وحدات لإنتاج الأفلام السينمائية تابعة لمصلحة الإعلام ، لم تكن تتمتع بالتجهيزات الفنية الكافية ولكنها استُخدمت لتلبية احتياجات الإدارة الاستعمارية . وكان الخبراء الأوربيون يقودون زمام العملية السينمائية برمتها ، بينما أُسندت للأفارقة بعض الواجبات الثانوية في مجال التجهيزات الفنية وليس في مجال العمل الإبداعي . أن إتقان صناعة السينما كفن ، عملية تبدأ من إعداد السينمائيين الأفارقة بالتأهيل والتدريب ، ولم يكن هذا الأمر متاحاً إِلا في أوربا والاتحاد السوفيتي ، حيث أنجز طلاب السينما الأفارقة أول أفلامهم ، ففي عام 1955 م اجتمع ثمانية طلاب أفارقة من مدرسة باريس للسينما وأنشأوا جماعة أطلقوا عليها اسم " جماعة السينما الأفريقية ". قامت هذه الجماعة المكونة من بولين فييرا ، وجان ميلوكا ، ومامادو ، وساسار والمصور روبير كيريستان ، بإخراج فيلم قصير عن حياة الأفارقة في باريس إذ لم يكن متاحاً لهم في ذلك الوقت إخراج أفلام في أوطانهم ، ولم يُتح لهذه الجماعة إكمال فيلمها الثاني – "الصيادون " والذي شرعوا في إنجازه عام 1956م – إلا بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ بسبب بعض الازمات المالية. لقد كان نقص الموارد المالية يشكل عقبة كبيرة أمام عدد كبير من المشروعات الإبداعية للسينمائيين الأفارقة في السنوات الأولى لنشوء السينما الأفريقية وحتى فيما يلي ذلك من سنوات . لقد تعين على السينمائيين الأفارقة أن يبتكروا الحلول لهذه المشكلة وأن يناضلوا نضالاً جماً في سبيل إخراج أي فيلم قصير . ولم ير أول فيلم روائي طويل النور إِلا عام 1966م . بقدوم عام 1957م والسنوات الثلاث التالية نالت 13 دولة أفريقية استقلالها وتكونت مجموعات صغيرة من السينمائيين في كل بلد . وبمرور السنوات ازداد عدد السينمائيين الأفارقة الذين تلقوا دراساتهم في معاهد السينما بموسكو ، ولندن ، وباريس ، وروما ، ثم عادوا إلى بلدانهم حيث شرعوا على الفور في إخراج أفلام روائية وثائقية وسجلوا بعدساتهم التحولات العظيمة التي كانت تجتاح القارة الأفريقية آنذاك وفي الأعوام "1956 – 1968 " ظهرت أول الأفلام الروائية . هناك أفارقة يريدون على نحو واضح عمل سينما كطريق لتأسيس سينماهم القومية، للحفاظ على بقائهم ضد الانقضاض اللامحدود للسينما الأوروبية نذكر:" بولين فييرا" و "عثمان سمبين" و "جبريل ديوب" من السنغال، و "سليمان سيسي" من مالي، و "أوليفر شميتس" من جنوب إفريقية و "ميدو هيندو" و "عبد الرحمن سيساكو" من موريتانيا، و "راؤول بيك" من هايتي و "دريساودراوغو " من بوركينا فاسو.. ويعد المخرج السنغالي جبريل ديوب مامبتي مسلحاً بخيال عريض، وبحس لا يعرف الخوف من "الممكن"، ومتمرداً مستخفاً بالعرف، هو الأكثر أسلوبية وخروجاً على السائد والذي قطعت أفلامه خطوات كبيرة في تطوير السينما الإفريقية. وهو يعتبر نتاجاً للإيمان والكبرياء العميقين في الثقافة والحضارة السوداء المعروفة باسم "حركة الزنوجة" والتي وصلت إلى تأثيرها الأقصى أثناء التسعينات... وكان فيلمه "توكي-بوكي" مثالاً لهذا الاتجاه لأننا سندرك فجأة أننا نشاهد الحلم الإفريقي بصوت عال. لقد بدا كالوحي الصارم، إن هناك فيلماً إفريقياً لا يحتاج إلى التناغم مع مشاكل الفقر الاجتماعي-الاقتصادي، بل على العكس يشير إلى نوع من الجروح الشبابية التي أصبحت كالصدمة في معالجة السينمات في كل أنحاء العالم. فوجود سينما إفريقية تعزف على مثل هذا النوع من أزمة الحياة المبكرة بالطريق الجانبي لما يفترض أن تكون عليه السينما الإفريقية التي تعلّم شخصاً ما كيف نعيش وكيف نموت-أن تعبر بطريقة مستقيمة عبر الملحّ المدرسي: بطريقة مستقيمة عن هذا الشاب وفتاته اللذين يرغبان في الرحيل من إفريقيا.. يقول جبريل ديوب في حوار معه: "يدور عملي الحالي في السينما حول ثلاثية تعالج موضوع السلطة والجنون بداية من فيلمي الأوليين توكي-بوكي "عام 1973" وهينيز " 1992 " إلى فيلم الملائكة. في فيلم " توكي- بوكي " تجد هزيمة السلطة ويتضمن أحلام الفرار إلى أوروبا.. الخ، في فيلم هينيز تعاود شخصيات من فيلم " توكي- بوكي "ظهورالفتاة التي رحلت عابرة الأطلنطي، والشاب الذي مكث بالقارة كما لو كان قد خانها، تعود هذه الفتاة كإمرأة في "هينيز" بعد خمسين عاماً أكثر ثراء من البنك كي تطالب حبيبها بمائة مليون دولار. في فيلم الملائكة يعود الرجل قدم الفيلم رؤية الى القرن الخامس عشر، حيث يعود أحد الرجال "خاسر شرير" من الخارج ، ويصبح شخص مسموح له ضمن تركيبة المملكة، أن يقتل دون قصاص أي منافس في لعبة الإنهاكware game. يرحل إلى غرب إفريقيا، وفي النهاية يستقر به المقام في مونهموتابه بمملكة زيمبابوي حيث يموت. وهو يحمل في أي مكان يذهب إليه منطقاً أنه يستطيع قتل أي شخص يريد منازلته. إنه كاريكاتير عن عالم الطغاة. ونستطيع أن نلاحظ-وجود-هذه الشخصية التي تحمل الموت في حقائبها مرة في رواندا وأخرى في البوسنة".