لم أكن أتوقع أن اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية السابق يتمتع بكل هذه القوة الخارقة التى جعلت جماعة الإخوان المسلمين تُعيد حساباتها جيداً، لدرجة أنها أن نوابها - باعتبارهم الأغلبية - أصدروا - وبمعنى أدق - "فصلوا" قانون مباشرة الحقوق السياسية لمنع وحرمان رموز النظام السابق "الفلول" من الترشح فى الانتخابات وهو ما أثار جدلاً قانونياً واسعاً بين الفقهاء القانونيين وأساتذة القانون. والكل يعلم أن هذا القانون صدر – خصيصا – أو "فُصل " على مقاس عمر سليمان لمنعه من خوض غمار سباق انتخابات رئاسة الجمهورية ، فليس لدى أى مانع من صدور قانون هذا القانون لحماية الثورة من السرقة – كما يدعون- لكن ما يثير فى مخيلتى تساؤلات عديدة أهمها ، لماذا صدر هذا القانون فى هذا الوقت تحديداً ؟!! ولماذا لم يصدر فور انعقاد جلسات مجلس الشعب بعد انتخابه مباشرة. الفريق أحمد شفيق - آخر رئيس وزراء نظام الرئيس السابق مبارك - يجول ويصول فى محافظات الجمهورية وأعلن منذ شهور خوضه انتخابات الرئاسة ولم يعترض أحد على ترشيحه سوى أنه من "الفلول" والبعض يردد بعض العبارات الدبلوماسية أن من حق كل مواطن الترشح وفى النهاية "الصندوق الانتخابي " هو الحكم والفيصل ، لدرجة أن هناك أشخاصاً حرروا توكيلات للرئيس السابق مبارك نفسه ونجله جمال فى مكاتب الشهر العقارى، ولم يحرك نواب البرلمان ساكنا ولم يصدروا قانون عزل "الفلول" الذى أسماه البعض قانون "عُمر" ، فبمجرد ترشيح "سليمان" نفسه ، صدر القانون فى 48 ساعة !!. الحقيقة كل هذا القلق والتوتر بين الإسلاميين يثير تساؤلات ويثير شكوكاً وغموضاً لكثير من المواطنين – وأنا منهم – وليس معنى هذا أننى من أنصار عمر سليمان ، لكنى أستشعر أن هناك أشياء غامضة وكذلك أرى قوة عمر سليمان فى تخوف خصومه منه ، فالبفعل ترشيح سليمان للسباق الرئاسى تسبب فى خوف وقلق و"فوبيا" للإسلاميين . وما يؤكد كلامى أن عمر سليمان سبب " فوبيا" للإسلاميين خاصة الإخوان المسلمين نزول الإخوان مرة أخرى "ميدان التحرير" ، فبعد أن هجروه فترات طويلة ، عادوا إليه من جديد ، ليستمدوا منه الشرعية والقوة لمحاربة عمر سليمان .