قال مسؤولون أمريكيون في التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة الجهاديين، إن الأردن تبحث شن ضربات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في العراق، عقب يوم من نشر التنظيم لفيديو يصور عملية حرق الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة حتى الموت. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس - إن الضربات الجوية ضد تنظيم داعش في العراق من شأنها توسيع المشاركة العسكرية للمملكة الأردنية في حملة قوات التحالف بشكل كبير، وستشكل المرة الأولى التي تشن فيها دولة عربية من الدول الأعضاء في التحالف هجمات خارج سوريا. وأشارت إلى أن سلاح الطيران الملكي الأردني، بدأ في الأيام القليلة الماضية، التدريب على شن هجوم واسع النطاق لاستهداف قوات داعش، ونقلت عن مسؤولين في التحالف الدولي قولهم إن الموجة الاولى من الضربات الانتقامية، التي ستتضمن طائرات حربية اردنية وأمريكية، ستركز على أهداف في سوريا، وستأتي اي ضربات في العراق لاحقا. وتعهد مسؤولون أردنيون بالانتقام بعدما نشر تنظيم داعش فيديو الثلاثاء الماضي لحرق الطيار الأردني. وردا على هذا التهديد، أصدر مسلحو داعش "فتوى" في اليوم الذي يليه، لتبرير عملية القتل، بل ونشروا قائمة تضم أسماء وعناوين 60 طيارا أردنيا، ورصدوا لمن يقتلهم من الجهاديين مكأفاة مالية كبيرة، حسبما أفادت الصحيفة. وقال مسؤولو التحالف الدولي إن ضربات الأردن الجوية كانت عادة تعتمد على تشكيلات صغيرة من الطائرات، غير أن الانتقام لمقتل الطيار الأردني سوف يشمل ما يصل إلى عشرين طائرة حربية. وفي السياق ذاته، أشار المسؤولون الى ان الولاياتالمتحدة ساعدت في تحديد الأهداف المحتملة في سوريا لطائرات حربية أردنية، وفقا لما نقلته الصحيفة. ونسبت "وول ستريت جورنال" إلى مسؤولي التحالف قولهم إن توسيع الضربات الجوية في العراق من شأنه السماح للأردنيين بضرب مزيد من الأهداف، إلا أن الحكومة التي يقودها الشيعة رفضت، حتى الآن، السماح للدول العربية السنية، مثل الأردن، بتنفيذ عمليات. وأضافت أن التوسيع المحتمل لدور الأردن يمثل مرحلة جديدة من الجهود الدولية، غير أنه يأتي وسط تساؤلات حول التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في أعقاب مأساة قتل الرهائن وآخرهم الطيار الأردني ومواطنان يابانيان. ووفقا للصحيفة، أوقفت دولة الإمارات العربية المتحدة، الحليف العربي الحيوي في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش الارهابي، الغارات الجوية ضد التنظيم في ديسمبر الماضي، وذلك خوفا على سلامة طياريها عقب اعتقال داعش للطيار الأردني الكساسبة. واختتمت تقريرها بالقول أن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون ضرورة مشاركة الحلفاء العرب المستمرة، لإظهار أن الدول الإسلامية تدعم الحملة ضد تنظيم داعش وأن الغرب لا يعمل بمفرده.