دائمًا ما يسعى الإسرائيليون إلى استغلال أي حدث من أجل الترويج لمصطلح "الهجرة الصهيونية"، من أجل جلب عدد كبير من الأشخاص، خاصة من اليهود، إلى إسرائيل، لأنهم يدركون جيدًا أن زيادة أعدادهم ستجلب لهم جزءا من القوة وقلتهم وتفرقهم هى أكبر أسباب هزيمتهم ونهايتهم. نشر موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي مؤخرًا مقالا للمحامية "تل ويزنجرين" بعنوان "نعلم الأوروبيين مواجهة الضعف"، تتحدث فيه عن واقعة الهجوم الذي تعرضت له الصحيفة الفرنسية "شارلي إبدو"، ثم نجدها تحاول استغلال هذه الموقف لحث الطائفة اليهودية في فرنسا على الهجرة لإسرائيل، حيث تقول: "نعم، نستطيع أن نشتري شقة في الدولة التي ولدنا فيها وإنقاذ أولادهم.. جاء الوقت لكي يعودوا إلى البيت، بيتهم الحقيقي والذي لم يعيشوا فيه أبدًا ولن يستطعوا أن يحيوا بأمان سوى في دولة مثل إسرائيل". من الواضح أن الكاتبة لم تنظر بتمعن لمقالات الناشطة الاجتماعية الإسرائيلية والكاتبة بالموقع نفسه "ديفني ليف"، حيث نشرت ديفني من قبل عدة مقالات تتحدث فيها عن ظاهرة الفقر في إسرائيل، منها مقال يحمل عنوان "الفقر في إسرائيل خرج عن السيطرة"، حيث قالت: "فُقدت السيطرة على الفقر، الفقر يزداد وينتشر، فإسرائيل ذاهبة للتحول لدولة فقيرة.."، لمعرفة المزيد عن ظاهرة الفقر في إسرائيل يرجى مراجعة مقالي، والذي نشر على موقع "صدى البلد" بعنوان" إسرائيل.. فقر وعنصرية ومجاعة". أما عن ظاهرة الأمان، والذي تزعم "تل" أنها متواجدة في إسرائيل، فيتوجب عليها قراءة مقال الكاتب الإسرائيلي "يجال أربل"، والذي نشر في موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي بعنوان" أنت تحتاج شرطة جديدة"، يقول يجال: "سنوات عديدة يتعاون فيها الإسرائيليون مع مرشحيهم والإعلام الإسرائيلي من أجل حل مشكلة التدهور المتواصل للشرطة الإسرائيلية وفشلها فى التصدي للجرائم الخطرة، هذا الفشل يزداد عاما وراء عام، وفي مقابل ذلك نسمع أعذارا كثيرة منهم ويلقون اللوم على الميزانيات المنخفضة وقلة أعداد رجال الشرطة وتدني الرواتب وغيرها". ينتقد يجال حكومته قائلا: "بعد أن رفعت حكومة إسرائيل ميزانية الشرطة لم نجد إنجازًا كبيرًا يُذكر، فقد فشلت الشرطة أيضًا في مواجهة العنف والاتجار في المخدرات والمصادمات بين الشباب وكثرة العصابات المتخصصة في تجارة وتهريب المخدرات والقمار". هذه بعض المقالات الإسرائيلية التي تتحدث عن الفقر وانعدام الأمان داخل إسرائيل، فالآن يأتي السؤال وهو: أين الأمان الذي تتحدث عنه "تل ويزنجرين"؟! تقول "تل ويزنجرين": "نحن نقرأ في الصحف كيف يتشاور الأوروبيون المتقدمون مع الخبراء الإسرائيليين في مكافحة الإرهاب وبداخلهم إحساس قاس بالكبرياء والسيادة، فى الواقع نحن "المتقدمون" في تقديم كورس لهم "المبتدئون"، نحن ننظر بحدق من أعلى على دول أوروبا. هم الذين فتحوا أبوابهم لملايين من المهاجرين الفقراء...". سنقف عند هذه النقطة قليلا، فإذا كان الخبراء الإسرائيليون لديهم قدرة عالية على الكفاءة، فلماذا لم يحاولوا إيجاد حل لظاهرة الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي؟ نشر من قبل "أبشالوم أدرت"، الكاتب الإسرائيلي بموقع "يديعوت أحرونوت"، مقالا بعنوان "الانتحار داخل إسرائيل، يتطلب خطة وطنية"، أوضح فيه أن هناك 14 مجندًا انتحروا في عام 2012م، وأن خبرته داخل النظام العسكري الإسرائيلي جعلته يعي جيدًا أن انتحار المجندين ليس من قبيل الصدفة، فهم يمرون بمحنة حقيقية والجيش الإسرائيلي يحاول تخفيض هذا العدد من المنتحرين، كما أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن 500 شخص من بينهم مجندون ينتحرون سنويًا والحكومة الإسرائيلية تحاول إغفال ذلك. وهذه لم تكن الحالة الوحيدة التي تتحدث عن الانتحار، فقد تحدثت الصحيفة ذاتها، "يديعوت أحرونوت"، عن انتحار ثلاثة جنود شاركوا فى عملية "الجرف الصامد"، حيث نشرت تقريرا بعنوان: "انتحار ثلاثة جنود شاركوا في عملية الجرف الصامد"، وأرجحت الصحيفة أن انتحارهم بسبب أحداث القتال أثناء الجرف الصامد. أما من ناحية أن دول أوروبا فتحت أبوابها لملايين الفقراء، فمن هنا يأتي سؤال هام وهو كيف تحث الكاتبة الطائفة اليهودية في فرنسا على الهجرة إلى إسرائيل ثم تقول إن أوروبا هى من فتحت أبوابها للمهاجرين الفقراء، فهل أفراد الطائفة اليهودية في فرنسا كلهم أغنياء؟ كل هذا يدل على رغبة الصهاينة في تهجير أكبر عدد من الأشخاص إلى إسرائيل ومحاولة إظهار أنهم متقدمون.