أعتدت على التفكير المنظم العلمى وتقسيم الموضوعات إلى ملفات لا تتداخل إلا بقدر ولا يتم استدعاء معلومة أو تحليل مسبق إلا بحساب وأن يتم وضع كل تلك المعلومات والمدخلات على خرائط تكمل الصورة وتربط المعلومات وتمنحها المعنى والأبعاد المطلوبة لذلك يقلقنى أسلوب خلط الأوراق واستدعاء احداث لتبرير أحداث وخلق حالة تبرر أفعال غير مسئولة واتخاذ مواقف غير مفهومة فى لحظات كاشفة؛ وسخونة الأحداث عندى لا تلغى أو تخلط الملفات والأوراق لذا كنت بالأمس فى حالة استغراب من النقاشات التى دارت و المتعلقة بأحداث الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير وما سبقها من حادث قتل شيماء الصباغ بدم بارد... القلق الأكبر هو عدم إدراك الأغلبية للواقع المصرى الذى لم يتغير بعد 4 سنوات من الثورة و أن الكل يعيد السيناريو ذاته بنفس الغباء المطبق ولم أكن بنفس المبالغة فى ردود الأفعال ولم أندهش لأننى أدرك أن الشرطة لم تتغير لتصبح فى كفاءة وقدرة سكوتلانديارد من حيث الكفاءة والتدريب والإلتزام بالقانون رغم كل التضحيات والشهداء الذين يتساقطون بين أفرادها ضباط وجنود؛ ولا البنك المركزى فى قوة البنك المركزى الأمريكى والاقتصاد يعانى بل يتهاوى ومساحات الفقر والجوع والبطالة تتزايد يوما بعد الأخر؛ والثوار الذين يسيئون للثورة بمساندة العنف بقصد أو بدون قصد بتبريرهم لعنف الأخوان والتيارات الاحتجاجية الذى يدفع ثمنه المواطن العادى على أنه رد فعل لممارسات النظام؛ والنخب والأحزاب التى لا تساوى ثمن الحبر الذى تكتب اسماءهم به ويستهلكون من مساحة تفكيرنا فى بياناتهم ومؤتمراتهم أكثر من اللازم؛ ونشطاء الفيس الذين ينتقلون من الصيف للشتاء وبالعكس فى أقل من لمحة؛ وإعلام وصحافة أمسها كيومها كمستقبلها بلا رؤية و لا مهنية و لا مصداقية.. أخرج من كل هذا لرؤية الإقليم ومصر فى قلبه؛ معطيات الإقليم تطغى عندى على معارك الداخل العدمية الرخيصة؛ ولأن ما يحدث فى مصر جزء من صورة وترتيبات الإقليم وكثير ممن يحركون المشهد الداخلى يرتبطون بسيناريوهات إقليمية؛ من يريد أن يرى مشهد رابعة والنهضة والمطرية يجب أن يراه وسط مشاهد كثيرة ترسم صورة كبيرة للمنطقة للكيانات الموازية للدول التى ساهمت فى القضاء على الربيع العربى من بينها المشهد الليبى بالميليشيات التى يتم تدريبها ودفعها داخل مصر؛ و تلك الموجودة فى سيناء وتتلقى دعما من غزة الشقيقة!! و فى سوريا التى يحرك معارضتها قوى إقليمية ودولية وهى بالأساس أخوانية ترتبط بأخوان مصر والتنظيم الدولى؛ بداعش التى تدعمها وتدربها تركيا بأموال قطرية؛ بفضائيات وإعلام ينطلق من الدوحة وأنقرة ولندن؛ باليمن التى تتحرك فيها إيران كما تتحرك فى سوريا والبحرين ولبنان لرسم محور موازى للمحور التركى-الأخوانى؛ بجيوش تختفى من على الخريطة ومؤسسات دول سقطت واحدة تلو الأخرى حتى بقى الجيش المصرى وحيدا يحمل رأية الدفاع عن أخر القلاع... أدرك أن مصر كبيرة وعاصية على الإنهيار فى وسط تلك الأعاصير ولكن بحجم كبرها وقوتها سيكون وقوعها نهاية لكل شىء ويشبه عندى نهاية الكون وقيام الساعة؛ عندما تحدثنى عن عبادة الأصنام والتواريخ والبشر والثورات أرجو منك فقط أن تقف هناك عاليا كى ترى الصورة كاملة ولا تجرنا لحوارات رخيصة وأحداث ومواقف لا اعتبار لها فى حركة التاريخ والثورات وتنقلنا من فشل إلى فشل ضد منطق الثورات التى تحدث التغيير وتطلق الإبداعات والحريات... وهذا بيت الداء وسر التخلف على مدار السنوات السابقة وهذا سبب عدم شعورنا بأى تغيير لأن السيناريو الغبى يتكرر فى كل الأوقات التى تلت ثورة 25 يناير مرورا بثورة 30 يونيو؛ نفس الغباء فى الأفعال ونفس الغباء فى ردود الأفعال... ولا استثنى أحدا...