يسود الغموض الساحة السياسية اليمنية بعد تطورات اليومين الماضيين والاشتباكات التى وقعت بالقرب من دار الرئاسة بين الحوثيين والحرس الرئاسى أمس الاول والاشتباكات التى دارت فى شارع الستين بين قوات الحماية الرئاسية والحوثيين بالقرب من منزل الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى والتى أنتهت بسيطرة الحوثيين على دار الرئاسة ومحاصرة الرئيس فى منزله وسط أخبار كثيرة فى المواقع الاخبارية وتحليلات لسياسيين وصحفيين بأن الحوثيين سيقودون أنقلابا ضد الرئيس ويشكلون مجلسا عسكريا لادارة شئون البلاد وأن خطاب عبد الملك بدر الدين الحوثى مساء أمس هو ساعة الصفر ومما عزز من مصداقية هذه الشائعات أن معظمها جاء من مواقع تابعة لنجل الرئيس . وأنتظر الجميع خطاب الحوثى الذى أسهب فيه فى شرح كيف أن السلطة لم تنفذ مخرجات الحوار الوطنى التى تم التوصل اليها عقب ثورة الشباب بهدف الاستمرار فى السلطة وتحجيم القوى السياسية لصالح المفسدين حتى قامت ثورة 21 سبتمبر والتوصل الى أتفاق السلم والشراكة ولكن الرئيس هادى رفض تنفيذ الاتفاق بتأييد من مستشاريه وناور حتى يمكنه فرض مسودة الدستور التى ستمزق اليمن ويخلق مرجعية جديدة تقضى على الاتفاق بمساعدة خارجية.. ومن هنا كان يجب على الثورة أن تتحرك لرفض هذا الاجراء والزام الرئيس بتنفيذ أتفاق السلم والشراكة الذى هو ملزم لكل من وقعه ويجب على الجميع الالتزام بتنفيذه . ورفض الحوثى فكرة الاقاليم الستة الواردة فى مسودة الدستور رفضا قاطعا ووصف المسود كلها بالمؤامرة لتمزيق وتفكيك البلد وبالجناية الكبيرة على البلاد ..وقال أن فكرة الدولة الاتحادية قفزة خطيرة الى المجهول والدولة غير مستعدة لها خاصة فى ظل الوضع المتدهور والمتوتر الذى تمر به البلاد ..كما تحدث عن الوضع المتدهور فى محافظة مأرب وقال أن السلطة رفضت التصدى للمخربين وحزب الاصلاح فى المحافظة الذين يهددون الوضع الامنى بها بل أنها ساعدتهم بالاستيلاء على أموال البنوك وأسلحة الجيش فى خطتها لنشر الفوضى فى البلاد وتزامن ذلك مع توجيه الجيش للاحتكاك باللجان الشعبية ولكن الجيش رفض ذلك فلم يكن أمام التحرك الثورى سوى الوقوف مع الشعب ضد هذه المؤمرات وفرض الاجراءات لتنفيذ اتفاقية السلم والشراكة ولن يكون أحد أو مسئول فى أى موقع بعيدا عن أى اجراء حتى الرئيس . وقال الحوثى:نحن متجهون فى خطوات لفرض اتفاق السلم والشراكة وسقفها مفتوح وستكون الاجراءات كبيرة حسب الضرورة فاذا أستجاب الرئيس تجاوبنا أكثر واذا كانت الاستجابة منخفضة فكل الخيارات مفتوحة بدون أى أستثناء . ونصح الحوثى الرئيس بالا يخضع للخارج وأن يعمل لصالح شعبه وحدد 4 نقاط لحل الازمة الراهن هى سرعة تصحيح الهيئة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى قبل بدء عملها واستلام نسخة الدستور وتعديل المسودة وحذف كل المخالفات بها وسرعة تنفيذ آلية الشراكة بالاتفاق حتى ولو رفض الخارج ذلك ومعالجة وضع مأرب ..مؤكدا أن التحرك الثورى لا يخشى أى أحد ولن ترهبه قرارت خارجية . وهكذا بات اليمن على وضع سياسى غير محسوم والكرة فى ملعب الرئيس هادى الذى أصبح عليه اما أن يرضخ لهذه الشروط ويصبح رئيسا شرفيا فى نظر اليمنيين أو أن يرفضها فتسير البلاد الى حرب نتائجها خطيرة على الجميع ..وهذا الوضع أهتمت به الصحف اليمنية فقالت صحيفة "الأولى" المستقلة ان الحوثى خير الرئيس اما تنفيذ النقاط الاربع والا فان الخيارات مفتوحة ..وأوضحت أن الرئيس هادى يرفض التوقيع وان المفاوضات أستمرت حتى آخر الليل . وأضافت الصحيفة فى تقرير لها تحت عنوان "الدولة تحت الوصاية"،أن الحوثى ظهر فى خطابه وكأنه حاكم غير منصب لليمن وأنه طلب من الرئيس تنفيذ شروطه فيما يشبه الفرصة الاخيرة للرئيس . وقالت صحيفة "الشارع"،إن الرئيس هادى أصبح تحت الاقامة الجبرية بعد سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة وحصار منزله وأن نجله هادى قد أختفى من صنعاء فيما أسرته غادرت البلاد منذ أشهر . وأوضحت الصحيفة نقلا عن حرس منزل الرئيس أن السفير السعودى فى صنعاء زار الرئيس اليمنى فى منزله فى الساعة الثامنة مساء أمس والتقى به وغادر بعد ذلك ولا نعرف ما اذا كان الرئيس غادر معه أم ما زال فى منزله . فيما أكد مصدر عسكرى للصحيفة أن الحوثيين يريدون أبقاء هادى فى صنعاء حتى لايغادر الى عدن أو الخارج تجنبا لحدوث تمرد فى الجنوب كما أن كل قوات الحرس الرئاسى أصبحت تحت سيطرة الحوثيين الذين يشرفون على كل تحركات الرئيس وأتصالاته .. وأضافت الصحيفة أن المفاوضات تجرى منذ مساء أمس فى منزل الدكتور عبد الكريم الاريانى مستشار الرئيس بين ممثلين عن الحوثى وممثلين للمستشارين ويطالب الحوثيون الرئيس بالتوقيع على المطالب الاربعة والرئيس يرفض ويهددهم بالمجتمع الدولى الذى يقف الى جواره ولا يعترف بأى يمنى يقود البلاد سواه فيما يطالبه مستشاروه بالتوقيع ..الا أنه يرفض لانه تواصل مع المبعوث الاممى جمال بن عمر الذى طالبه بألا يستسلم لمطالب الحوثيين . وتساءلت صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لحزب المؤتمر فى عنوانها الرئيس "وماذا بعد"،وقد أصبح الرئيس بلا رئاسة ودار الرئاسة والحماية الرئاسية بيد الحوثيين . وأكدت الصحيفة نقلا عن مصدر مسئول فى مطار صنعاء أن أنصار الله "الحوثيين"،طلبوا من سلطات المطار عدم مغادرة رئيس الوزراء والوزراء والقيادات العسكرية والامنية والسياسة الكبيرة البلاد . من ناحية أخرى قالت الصحيفة إن 17 شخصا قتلوا فى الاشتباكات التى دارت بين الحرس الرئاسى والحوثيين أمس الاول من بينهم مواطنون فيما أصيب 74 حسب أخر احصائية لمصادر أمنية .