لم يتجاوز عمره 35 عاما، قاد الحوثيون بعد مقتل أخيه الأكبر، هو «عبد الملك الحوثي»، الذي يحرك دائما الوضع داخل اليمن في اتجاه الفوضى المستمرة والدائمة، فهو يأتي على خلفية شيعية زيدية، تقف وراءه إيران الذي عاش فيها جده لفترة طويلة.. وتقدم له الدعم مما يزيد من الحسابات داخل اليمن تعقيدا، والتي تعيش حالة من الاضطراب الشديد بعد الإطاحة بعلي عبد الله صالح، وتولي عبد ربه الهادي مقاليد الحكم. امتلك «عبد الملك الحوثي»، زمام الأمور في اليمن من خلال انقلاب قامت به جماعته، اليوم، الثلاثاء، بعد أن سيطرة قواته علي القصر الرئاسي في اليمن ونهبت ما فيه من أسلحة، مما ينبئ بحلقة جديدة من الصراع؛ خاصة لوجود عناصر القاعدة داخل الأراضي اليمنية، ما يؤجج الحرب على الأرض اليمنية ويزيد من أدوار القوى الخارجية داخل الأراضي اليمنية، والسؤال من هو هذا الشاب الذي ظهر اليوم متحدثا ومعلنا عن سيطرته على زمام الأمور على اليمن؟. ولد عبد الملك الحوثي بمدينة ضحيان في محافظة صعدة عام 1979، وهو الابن الأصغر للزعيم الروحي للحوثيين بدر الدين بن أمير الدين الحوثي (1926-2010) والذي كان يعد من أبرز المراجع الفقهية في المذهب الزيدي باليمن قبل أن يتحول للمذهب الجارودي - القريب من المذهب الإثني عشري - بعد إقامته في إيران خلال الفترة ما بين 1994 و2002. ورث عبد الملك الحوثي قيادة الجماعة بدعم من والده في أعقاب مقتل قائدها ومؤسسها - شقيقه الأكبر - حسين الذي قتل في 10 سبتمبر 2004 خلال حرب الجماعة مع الجيش اليمني أثناء حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وعقب مقتل شقيقه نشب خلاف داخل الجماعة في شأن من يتولى قيادتها، خاصة في ظل بروز القائد الميداني آنذاك عبد الله الرزامي، غير أن الاختيار وقع على عبد الملك الأصغر سنا والأقل خبرة، كقائد للجماعة نزولا على رغبة والده. بدأ اسمه يتردد كقائد للجماعة المتمردة خلال جولات الحرب في صعدة مع القوات الحكومية التي تواصلت على فترات متقطعة حتى عام 2010. في أغسطس 2014 بدأ يتوعد الدولة إن لم تستجب لمطالبه بإقالة الحكومة وإلغاء قرار رفع الدعم عن المحروقات، ودعا أنصاره للاعتصام على تخوم العاصمة صنعاء وداخلها. وبدا الحوثي - خلال خطاباته - يسير على خطى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، من ناحية الخطاب اللغوي والحركة الجسدية والإشارة بالإصبع، إضافة للخلفية الزرقاء التي يجلس أمامها والشعار المطبوع عليها. في 8 يوليو 2014 سيطر الحوثي على محافظة عمران الشمالية بعد مواجهة مع الجيش، واليوم يزحف بسيطرته ليمسك بزمام الأمور في اليمن.
