نشرت وكالة معا الإخبارية الفلسطينية اليوم الإثنين تقرير أصدره مركز معلومات وادي حلوة سلوان السنوي لعام 2014، والذي رصد خلاله الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس. وقال المركز في تقريره السنوي ان مدينة القدس- والذي حصلت وكالة معا على نسخة منه شهدت عدة أحداث كبيرة خاصة" في النصف الثاني" منها لم تشهدها من قبل، وتوالى التصعيد في عدة مجالات منها المسجد الأقصى والعمليات النوعية ضد إسرائيليين، عدى عن عمليات الاعتقال الكبيرة وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني، وردا على التصعيد الإسرائيلي الغير مسبوق في المدينة وعلى اعتداءات المستوطنين فقد شهدت كافة قرى وبلدات وأحياء مدينة القدس منذ شهر تموز وحتى نهاية العام مواجهات شبه يومية. وابرز الانتهاكات التي ركز عليها تقرير مركز المعلومات هي الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، الشهداء في مدينة القدس، الاعتقالات، اعتداءات المستوطنين، الاستيطان، عمليات الهدم، وحملة "العقاب الجماعي"، الابعادات عن القدس، وانتهاك حق التعليم، وقمع الفعاليات المختلفة في القدس. ونفذ المستوطنون خلال العام الماضي جريمة "اختطاف وقتل وحرق" الطفل محمد أبو خضير في شهر تموز 2014، وقتلوا المواطن يوسف الرموني شنقا أثناء عمله بالقدسالغربية في شهر تشرين ثاني، وهم ضمن عشرة شهداء سقطوا بنيران القوات الاسرائيلية. واقتحم المسجد الأقصى خلال عام 2014 أكثر من 12 ألف متطرف اسرائيلي، ومنعت فيه صلاة الجمعة "17 مرة" كما اقتحمته قوات الاحتلال المدججة بالسلاح "17" مرة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 2200 فلسطيني من القدس، كما هدمت سلطات الاحتلال 100 منشأة وشردت 250 مواطنا من منزله. وفيما يخص المسجد الأقصى فقد شهد تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق باعتداءات من قبل جهات حكومية وشرطية وقيادات يمينية متطرفة، حيث عقدوا على مدار عام 2014 جلسات خاصة وعامة لبحث "فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى" وسحب الوصاية الأردنية منه، وتخصيص أماكن خاصة لصلاة اليهود وتخصيص أيام معينة خاصة في الأعياد، تماما كما يحصل في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وطالب مسؤولون طوال عام 2014 بالسماح لليهود المتدينين وغير المتدينين أن "يدخلوا " المسجد الأقصى ويمارسوا فيه "حرية العبادة". وتحولت الأعياد اليهودية المختلفة الى "موسم" لإغلاق معظم أبواب المسجد الأقصى المبارك، والتحكم بدخول وخروج المصلين منه، وفرض قيود وتحديد أعمار، وفرصة "لاقتحامه والاعتداء على المصلين الآمنين". واقتحم الأقصى خلال العام الماضي وزراء في حكومة اليمين المتطرفة عدة مرات ومن بينهم وزير الإسكان "أوري أريئيل"، ووزير الأمن "اسحق اهرونوفتش"، ونائب رئيس الكنيست الإسرائيلي "موشيه فيجلن"، ونائب وزير المواصلات "تسيبي حوطبلي"، والحاخام المتطرف "يهودا غليك"، ورئيس بلدية الاحتلال "نير بركات"، وغيرهم من المسئولين والحاخامات المتطرفين. وبلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك خلال عام 2014 حوالي "12892 متطرفا" وأكثر الأشهر التي شهدت الاقتحامات هي شهر حزيران "1817" متطرفاً خلال ما يسمى "عيد نزول التوارة"، وشهر تشرين أول "1355 متطرفا" عيد العرش"، وشهر نيسان "1300 متطرفا" خلال ما يسمى "عيد الفصح"، وشهر آذار "1250 متطرفا" بمناسبة ما يسمى "عيد المساخر". وكانت الاقتحامات كل ايام الاسبوع ما عدا الجمعة والسبت من باب المغاربة الذي استولت سلطات الاحتلال على مفاتيحه عقب احتلال شرقي القدس وتشرف على هذا البرنامج، في حين ترفضه دائرة الاوقاف الاسلامية، ويتصدى له المصلون في المسجد الاقصى بالتكبير والتواجد اليومي فيه. ولعل أخطر الأيام التي مرت على المسجد الأقصى المبارك هو تاريخ 30-10-2014، حيث تم إغلاقه بصورة شبه تامة، ومنعت سلطات الاحتلال دخول المصلين لأداء الصلوات الخمس، والتي تمكن من أداها إعداد قليلة وهم من موظفي الأوقاف الإسلامية، في حين أدى في هذا التاريخ صلاة الفجر 8 مصلين فقط، ولم يسمح يومها للمؤذن والامام الدخول اليه، وقام أحد الموظفين برفع الآذان. وقد اقتحمت القوات الإسرائيلية بأسلحتها المختلفة "المسجد القبلي" وهي المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام أحد المساجد حيث تدور بالعادة المواجهات في الساحات وداست القوات بنعالها سجاد المسجد القبلي وانتشرت فيه ووصلت إلى منبر صلاح الدين الأيوبي، وألقت القنابل والأعيرة المطاطية المختلفة باتجاه المتواجدين، وعلى أثرها استدعت الأردن سفيرها من إسرائيل. كما تعمدت القوات خلال الاقتحامات في المسجد الأقصى تخريب مرافق المسجد الأقصى، بتكسير النوافذ الزجاجية في المصلى القبلي والأخشاب بأعقاب البنادق وحرق السجاد والأعمدة الرخامية بالقنابل والرصاص. وأغلقت السلطات الإسرائيلية المسجد الأقصى خلال العام المنصرم 41 مرة لا تشمل أيام الجمع حيث منعت فيه بعض الفروض، وأغلقت معظم أبوابه باستثناء أبواب حطة والسلسلة والمجلس، وحرمت المواطنين من الدخول والخروج الى الأقصى بحرية كاملة.