إن كنت تعتبره أخا لك في الإنسانية – فتشقى بعده وتندم ... إنها ساعة الحنق والعصبية والجنون والحسد والأنانية وكل الصفات الذميمة التي تجعل الإنسان يستأثر بما في أيدي إخوانه من بني البشر – من بني الوطن على اختلاف مللهم ونحلهم – ويعتبر نفسه حاكما بأمر الله أو بأمر نفسه أو حاكما للاشيء ... إشباعا لغروره وصلفه..... فإن كان قابيل بريطانيا أو فرنسيا أو إيطاليا أو إسبانيا...عندما كان يستكشف ما وراء البحار وترسو سفنه على شواطئ أرض جديدة ووجد هناك شعوبا وقبائل تستوطنها منذ أن وطئت قدم آدم على الأرض...اعتبر نفسه الآمر الناهي والمالك الشرعي لتلك البقعة من المعمورة , فيبيد تلك الشعوب والقبائل , ليصفو له عيشه وحتى لايكدر راحته مخلوق على تلك الأرض , ولو قام أحد بالرد عليه من المستوطنين الأصليين بأسلحتهم البدائية البسيطة لأقام الدنيا وأقعدها وطلب من العالم الوقوف إلى جانبه ليواجه أولئك الهمج.... أراد فلسطيني متحمس لقضيته , بعد مذبحة دير ياسين أن يحضر لدراسة الدكتوراه تحت ذاك العنوان ... فقال له المشرف الأمريكي :وما دير ياسين وكم قتل فيها؟؟!! فرد الفلسطيني قائلا:مئة وثمانون من الرجال العزل أعدموا بالرصاص الحي في ساعة واحدة ... أعدمهم اليهود ... قهقه المشرف وقال :يابني إنها أمريكا أبادت ثلاثين مليونا من الهنود الحمر – السكان الأصليين – وهي اليوم تدعي الحرية والتسامح وحقوق الإنسان... هل في ذهنك موضوع آخر تبحثه؟؟؟!! نعم إنها أمريكا والغرب فضلا عن روسيا والصين ترى وتسمع وتشاهد المذابح التي يقوم بها النظام الأسدي وأجهزته الأمنية وشبيحته , وتقول بأعصاب باردة : يجب على النظام في سوريا أن يرحل عن كرسي الحكم ...لقد بلغت جرائمه حد الإبادة الجماعية لشعبه... إنها جرائم ضد الإنسانية. وتعطيه المهلة تلو المهلة ليقتل ويشرد ويقصف , وأنت يابشار الأسد ياقابيل اليوم ,إنك أشد ظلما وعسفا وقهرا من قابيل الأول , الذي حار بعد ارتكابه لجريمته كيف يواري سوأة أخيه ... قابيل الأمس , ياخائن الأمة والوطن – ويدعى الصمود والتصدي – قتل أخاه ولم يمثل به , ولم يسلخ جلده عن عظمه وهو حي , ولم يطفئ لفافات السجائر في جلده إمعانا في إيلامه وإذلاله , ولم يعذبه بالكهرباء في مواطن الحشمة , ولم يهدم بيته فوق رأسه ورأس أولاده , ولم ينتهك عرضه أمام ناظريه ثم يقتله بدم بارد... صدقت ياحبيبي يارسول الله عندما قلت :'' إن فرعوني هذا – يعني أبا جهل – أشد كفرا من فرعون أخي موسى '' لأنه عندما أدركه الغرق قال :آمنت واستغاث , أما أبوجهل فكان يكفر وهو يذبح ولم يطلب الرحمة.... نعم ياحبيي يارسول الله إن قابيلنا اليوم أشد إمعانا في القتل والعسف والتدمير والوحشية من قابيل ابني آدم عندما قرب كل قربانه ... إن قابيل الأول قال بعد ارتكاب جريمته : '' ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي... فأصبح من النادمين '' بعد أن سئم ومل وتعب من حمله مقتولا على ظهره ...وأنت يابشار الخسيس الدعي ياقابيل اليوم أنت المسؤول الأول عن كل هذا الدمار والخراب والصلف والعنجهية والاستكبار...هل أسعفت جريحا ؟؟ هل سمحت لإسعافات إنسانية عالمية بالدخول إلى المناطق الساخنة في حمص ودرعا ودمشق وشمالي حلب ؟؟؟ هل أوقفت آلة القتل والدمار التي تجتاح المدن التي يقابلها ذلك الشعب الأعزل بصدور عارية وما تيسر له من أسلحة بسيطة يدافع بها عن عرضه حريته وحقوقه وكرامته ؟؟؟ ياقابيل اليوم انتظر يوم القصاص فلا رجعة ولاتراجع عن حق مغتصب وحرية مسلوبة وكرامة مكلومة و... يارب لقد عاهدناك الله ياقوي يامتين منك الغوث والمدد ...مالنا غيرك يالله... أنزل بأسك الشديد على قابيل اليوم وأحنه الغداة ...وأزله إلى مزابل التاريخ... يارب إننا لا نقيل ولا نستقيل ... أتمم لنا فرحتنا الكبرى بزوال هذا النظام ... وغدا يفرح المؤمنون بنصر الله ...ألا إن نصر الله قريب... وبشر المؤمنين.