قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اليوم السبت إن بلاده عازمة على تنمية علاقات الصداقة التاريخية العميقة مع منطقة الخليج لتصبح شراكات تليق بالقرن الحادي والعشرين. وذكر بيان من الخارجية البريطانية أن الوزير تناول في كلمته أمام مؤتمر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، "حوار المنامة"، العلاقات مع منطقة الخليج، والشراكة لأجل الأمن من خلال مكافحة داعش والإرهاب، والشراكة لتحقيق الازدهار. وقال وزير الخارجية فيليب هاموند "أود انتهاز هذه الفرصة لأهنئ البحرين بمناسبة الانتخابات البرلمانية الرابعة التي أجريت مؤخرا، وأتمنى للبرلمان الجديد والحكومة كل التوفيق." وأضاف "رسالتي لشركائنا في منطقة الخليج هي: مخاوفكم الأمنية هي نفس مخاوفنا الأمنية." واستطرد "تولت الحكومة البريطانية الحالية السلطة عام 2010 وهي عازمة على تنمية علاقات الصداقة التاريخية العميقة مع منطقة الخليج لتصبح شراكات تليق بالقرن الحادي والعشرين. وقد عملنا منذ ذلك الحين على تعزيز التعاون والتواصل مع كل من شركائنا بمنطقة الخليج. وذلك يعكس فهمنا الواضح بأن أمنكم هو أمننا، وازدهاركم هو ازدهارنا، واستقراركم هو استقرارنا. وبالتالي فإن أولويتنا الاستراتيجية بالنسبة لمنطقة الخليج والمنطقة الأوسع هي بناء الشراكات. شراكات لأجل الأمن، وشراكات لتحقيق الازدهار، وشراكات لإحلال الاستقرار." وأشار الوزير الى توقيع مذكرة تفاهم "الترتيبات الدفاعية" مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أمس الجمعة، بحضور ولي العهد. وقال "هذه الترتيبات ترسخ تواجد البحرية الملكية البريطانية في البحرين ليصبح تواجدا دائما، حيث تشارك البحرية الملكية البريطانية بدوريات بحرية مستمرة في الخليج منذ الثمانينات، وتستفيد من المرافق المتوفرة لها في ميناء سلمان التي تنطلق منها للمشاركة بالدوريات." واستطرد "توسيع تواجدنا الذي تتيحه هذه الترتيبات الجديدة يعني بأن ستكون لدينا إمكانية إرسال سفن أكبر حجما وأكثر عددا، وأن نوفر الخدمات لهذه السفن وطواقمها من مرافق دائمة تابعة لنا. وهذا يعكس التزامنا تجاه تواجدنا الدائم في منطقة شرق السويس. كما أنه يحيي بذاكرتنا العلاقات التاريخية المتينة مع البحرين، وهو مجرد مثال واحد على شراكتنا المتنامية مع حلفائنا في الخليج للتصدي للتهديدات التي نواجهها معا." وأكد فيليب هاموند أن بريطانيا ودول المنطقة تواجه تحديا مشتركا، قائلا "في بنغازي والموصل، وفي اليمن وشمال نيجيريا نواجه عدوا مشتركا لكنه مراوغ: إنهم متطرفون يسعون لاستغلال الإسلام لفرض أجندتهم الضالة الملتوية عن طريق الترهيب وبحد السيف، يرفضون كافة أشكال التصرف الحضاري، ويتحدون كافة هياكل النظام الراسخ." وأضاف الوزير البريطاني "في العام الحالي تضافرت جهود العالم ليكون يدا واحدة في قتاله لداعش. حيث قدمت دول كالأردن والسعودية والبحرين وقطر إلى جانب غيرها من الدول مساهمات كبيرة في العمليات العسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة ضد داعش. ونفذت طائرات الإمارات العربية المتحدة طلعات جوية أكثر من أي دولة أخرى في هذا التحالف، باستثناء الولاياتالمتحدة." وأعرب فيليب هاموند عن شكره لدولة الكويت على استضافتها مؤتمرين دوليين للدول المانحة لسوريا، إلى جانب مساهمتها بمبلغ يفوق 800 مليون دولار. وقال "لقد ساعدت الضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف في وقف تقدم مقاتلي داعش. لكن مازال يتعين عمل المزيد لإخراجهم من العراق أولا ومن ثم إلحاق الهزيمة بهم تماما". وشدد على أن السبب الوحيد لهزيمة داعش وإعادة الاستقرار والأمن للبلاد هو عبر عملية انتقال سياسية لا يوجد فيها الرئيس الأسد، مشيرين الى أهمية مشاركة المعتدلين من كافة طوائف المجتمع السوري ليشكلوا أساس حكم أكثر تمثيلا للجميع مستقبلا. وفي الشأن العراقي، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه يتعين على القيادات الجديدة الإيفاء بالتزاماتها بأن تكون ممثلة للجميع. وأعرب عن ترحيبه بالتقدم الذي حققه رئيس الوزراء العبادي بهذا الصدد، والاتفاق في 2 ديسمبر بين الحكومة في بغداد وحكومة إقليم كردستان تمثل إشارة كبيرة ومشجعة على إحراز تقدم. وطالب فيليب هاموند بتنمية ثقافة مواجهة وتهميش التطرف، من خلال "دعم وتمكين أصوات المنطق والاعتدال في كافة دولنا. وسعيا لذلك، سيكون للأصوات الصادرة من المنطقة أكبر أثر." وقال "أعرب رجال وعلماء الدين من السعودية وحتى مصر والعراق، وفي المملكة المتحدة وأنحاء العالم، عن نبذهم لما يسمى الدولة الإسلامية، والخلافة التي تدعو لها، وعنف ووحشية داعش ضد مواطنين أبرياء"، مؤكدا على أهمية الاستمرار بتعزيز الإجراءات العملية لمكافحة الإرهاب. وفي الشأن الإيراني، قال فيليب هاموند إن ايران تعتبر عنصرا حيويا في أمن منطقة الخليج مستقبلا، مضيفا أن "موقفنا ثابت بشأن مسؤولية إيران عن دعم نظام الأسد في سوريا أو دعمها المستمر لجماعات مسلحة تزعزع استقرار المنطقة." وقال "يجب على إيران أن ترى تهديد داعش على أنه فرصة لتبرهن أنها يمكن أن تكون جزءا من الحل، وليست فقط المشكلة بحد ذاتها". وأعرب الوزير عن دعم بلاده لجهود الرئيس اليمني وحكومته للتصدي للتهديدات التي تواجهها اليمن. وبشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، أكد هاموند على أن التطورات في القدس تثير القلق الشديد لكنها تذكرنا بمدى الحاجة للمثابرة سعيا لحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وقال "يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس محمود عباس إبداء القيادة الجريئة، وتجنب أي خطوات من شأنها أن تجعل التوصل للسلام أكثر صعوبة، وإبداء الشجاعة السياسية لإحراز تقدم." وأضاف "ستعمل المملكة المتحدة مع الشركاء الدوليين، بمن فيهم الأصدقاء في المنطقة، لدعم الجهود برئاسة الولاياتالمتحدة، وبالعمل مع مصر، لحمل الطرفين على استئناف المفاوضات الجادة التي تنتهي بالحل الدائم الوحيد والمعقول: إسرائيل آمنة ضمن حدود عام 1967 ودولة فلسطينية فاعلة وقادرة على البقاء."