طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مصانعِ الأسلحة" الدول الكبرى" بالبحَثَ لها عن صحراءَ أو بيداءَ لتُجرِّبَ فيها أسلحتَها وتختَبِرَ قوَّتَها وطاقتَها بدلاً من صُدور العرَبِ ودِيارِهم ومُنشآتِهم. وأضاف في كلمته - في افتتاح مؤتمر الأزهر لمواجهة العنف والتطرف- أنَّ نظرية المُؤامَرة ليست هي كلَّ ما هنالك، فهناك سَببٌ أعمَقُ يَذهبُ بَعيدًا في أطواءِ تاريخِنا العربيِّ والإسلاميِّ، ويَكادُ يَكونُ مَنهجًا ثابتاً في علاقاتِنا الداخليَّة، ذلكم هو مَنهجُ الفِرقة والتنازُعِ والاختلافِ، ولا اُريدُ أن أتوَقَّفَ قليلاً ولا كثيرًا عند هذه الآفة التي حذَّرَنا القُرآنُ الكريمُ من مَغبَّتِها المُهلِكة، وذلك في قولِه تعالي: "وَأطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" {الانفال/46}. وأضاف الطيب أنَّ الأمة الإسلامية رغمَ ما خَصَّنا اللهُ به من بينِ سائرِ الأمَمِ بمُقوِّماتِ الوحدة والاتِّحادِ، من لغة وجنسٍ وعِرقٍ ودِينٍ وتاريخٍ وجُغرافيا أيضًا، وبرغم جامعتِنا العربيَّة ومُنظَّمة التعاوُنِ الإسلاميِّ، وقد مضى على إنشائِهما أكثرُ من نصف قرنٍ، فلا نزالُ نفتقرُ إلى اتِّحادٍ يُشبه الاتحادَ الأوروبيَّ، وهو أمرٌ مُمكِن، وليس من عِدادِ المُستَحِيلاتِ، ولا يَحتاجُ إلَّا إلى صِدقِ النَّوايا والنَّظرة البَعِيدة واستِبعادِ الخِلافاتِ البَيْنيَّة، والعربُ لا شَكَّ مُؤهَّلون، بل قادِرون علي صُنع هذا الاتِّحادِ إن أرادوا.