قال رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور اليوم الأحد إن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية ضد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى المبارك تعد "طعنة" في كل تفكير بالسلام ، موضحا "أن التطورات التي حصلت بالقدس خلال الأسابيع الأخيرة لا تدل على أخطاء إدارية أو تجاوزات من أفراد متطرفين بل هي خطة حكومية ونوايا واضحة لتغييب الحقائق في الأماكن المقدسة وخاصة بالأقصى". وأضاف النسور – خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بمشاركة وزيري الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني والداخلية حسين هزاع المجالي – "أن حكومتنا تدين وبأقوى الكلمات التطورات الأخيرة التي حصلت في القدس ، خاصة وأنه كان بإمكان سلطات الاحتلال أن تحول دون وقوعها "..متسائلا في الوقت ذاته هل أصبح الأقصى لعبة انتخابية إسرائيلية؟. وحول استدعاء السفير الأردني لدى تل أبيب وليد عبيدات للتشاور على خلفية هذه التطورات..أكد النسور على أن هذا الاستدعاء كان له وقع سياسي كبير، كما أن غضبة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ، الذي يحظى بمكانة مؤثرة في العالم ، إزاء الانتهاكات التي وقعت في الحرم القدسي الشريف جعلت من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يحرص على الاتصال به واتخاذ إجراءات ليست كافية ولكنها في الاتجاه الصحيح..مشيرا إلى أن غضبة العاهل الأردني كانت واضحة وما تم من إجراءات حكومية يعود فضله له وليس للحكومة لأنه يعتبر نفسه وفقا للوصاية الهاشمية مسئولا عن المقدسات وحمايتها. وعن المطالبات بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل (وادي عربة) .. قال النسور "إن المعاهدة يوجد فيها طرفان والإلغاء يحتاج لاستعدادات، كما أن احترام الاتفاقية متوجب ليس على طرف دون الآخر بل على الطرفين ، كما أن هناك نتائج تترتب عليها سواء كانت سياسية أو عسكرية أو أمنية ، ويجب أن يكون هناك البديل لإلغائها خاصة وأنها تلزم إسرائيل بالتزامات ضمن القانون الدولي". وفيما يتعلق بذكرى تفجيرات نوفمبر 2005 والتي أسفرت عن مقتل 56 قتيلا وحوالي 115 جريحا ..أفاد رئيس الوزراء الأردني بأن هذه الذكرى تعتبر يوما أسود وحزينا على كل الشعب الأردني ، متسائلا ما الذي جناه الأردن والشارع الأردني حتى يتعرض لمثل هذه التفجيرات ؟..لافتا إلى أن الشعب الأردني أصابه من الجراح ما لم يصب شعبا آخر. و دعا النسور الأردنيين إلى اليقظة "لأنه إذا ما اختلت الصفوف نفد العدو وفتك بأبناء الأردن فتكا وأيضا بأشقائه باسم الإسلام"..لافتا في هذا الإطار إلى ما يجري في سوريا والعراق وغيرها من الدول ومنها مالي ونيجيريا وأفغانستان وباكستان وما تعرض له الجيش المصري في سيناء. وقال "إنه لا يوجد عدل مطلق في الأردن ولكننا نحاول إفشاءه وترويجه" ، مشددا على ضرورة يقظة ووعي الشعب الأردني وعلى كافة المستويات لإدراك حقائق الساعة ، وأكد على أنه لا تسامح مع التفرقة "ولا نقبل التمييز أو التحيز .. وأيضا لا المحسوبية والوساطة". ونبه رئيس الوزراء الأردني إلى أن الأمة باتت تقتل نفسها ، كما أنه لا توجد حقبة في الإسلام مثل ما يحدث اليوم حيث يسيل كل يوم دماء العرب والمسلمين على أيدي العرب والمسلمين..مؤكدا على أن الغرب بات ينظر إلى الأمة العربية والإسلامية على أنها عدو الفشل والأمن والاستقرار رغم أن الإسلام هو دين السماحة والاعتدال وقبول الآخر.