* وزير التربية والتعليم يلغي إنجازات الرؤساء السابقين عن السادس الابتدائي * خبير: قرار الوزير خاطئ وليس موضوعيًا * مغيث: الوزارة تنوي تقديم معلومات تاريخية مشوهة * مدير المركز المصري للحق في التعليم: الوزارة ما زالت تسير على نمط النظام القديم
أكد الدكتور جمال العربى وزير التربية والتعليم حذف الباب الرابع من كتاب الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائى الذى يتحدث عن انجازات الرؤساء السابقين. وقال العربى فى جلسة مجلس الشعب مساء أمس إنه تم تسليم مذكرة جديدة للمدارس لتدرس بدلا من الباب الملغى وقد وصلت إلى المدارس بالفعل. وكان مجلس الشعب قد ناقش الأخطاء التاريخية التى جاءت بالكتاب فى ضوء تقرير لجنة التعليم والبحث العلمى والتى أمضت بالغاء الدرس الثالث من الباب الرابع بالكتاب والتى يتحدث عن رؤساء مصر السابقين وانجازاتهم. ومن ناحيته أكد الدكتور كمال مغيث، خبير التعليم والاستاذ بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" أن قرار إلغاء تدريس انجازات الرؤساء السابقين هو قرار خاطئ ومتعجل وليس موضوعيُا ولا علميًا. جاء ذلك ردًا على اعلان جمال العربي وزير التربية والتعليم أمام مجلس الشعب أمس والذي يتضمن حذف الباب الرابع من كتاب الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائى الذى يتحدث عن انجازات الرؤساء السابقين، واستبداله بتدريس مضمون مذكرة أخرى تسلم للتلاميذ بدلا منه. وأوضح مغيث: ان مقررات التاريخ من المفترض ان المسئول عن وضعها واختيار مضمونها المناسب للتدريس لكل مرحلة دراسية وعمرية هم خبراء متخصصون في التاريخ وليس من حق الوزارة ولا مجلس الشعب ولا أي جهة أن تتدخل فيما يراه هؤلاء الخبراء صحيحًا. وأشار مغيث إلى أن فكرة إلغاء تدريس إنجازات الرؤساء من المناهج سيعني ان الوزارة تنوي تقديم معلومات تاريخية مشوهة ومختصرة تلغي الهدف من تدريس التاريخ نفسه. وأكد انه يجب على وزير التعليم ان يعي أن وزارته ليست هى المتحكمة الوحيدة فيما يدخل لعقول اولادنا من معلومات، فهناك مصادر عديدة للمعلومات اهمها شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي من خلالها بدأ الشباب يتخلصون من جهلهم وسلبيتهم ويسقطون نظام مبارك. أما عبد الحفيظ طايل، مدير المركز المصري للحق في التعليم فصرح لأن فكرة إلغاء تدريس إنجازات الرؤساء السابقين من اي منهج دراسي ليس هو الحل الصحيح الذي سيخلص الوزارة من الانتقادات التي وجهت لها مؤخرًا بسبب تدريس إنجازات مبارك بعد الثورة. وأوضح طايل، ان الطريقة المنطقية والتربوية في تدريس التاريخ في اي مرحلة دراسية، لابد ان تكون محايدة تمامًا تذكر لكل رئيس ما له وما عليه دون اي انحياز، وتشجع الطالب على ان يعمل عقله ويكون رأيًا معينًا حول كل شخصية وفقًا لما قرأه من وقائع غير مزيفة، وهو ما لم يتوفر نهائيا في مناهج التاريخ التي تدرس في مصر طوال الثلاثين سنة الماضية، حيث تضخم في الايجابيات وتهمل السلبيات. وأضاف: ان فكرة الالغاء التي قررها الوزير تعني ان الوزارة ما زالت تسير علي نمط النظام القديم الذي كان يقوم على (يا إما تدرسوا بطريقتنا يا إما بلاش)، اي ان الوزارة لا تريد ان يكون رأيها قابلا للصواب والخطأ. وأشار طايل إلى أنه إذا كان الوزير قد اتخذ هذا القرار ليرضي البرلمان فهذا شيء متوقع لان الأغلبية ظلمت في العهد السابق وهى الان تحمل نوعًا من العداء وهو ما يجعلها تسلك منهج الحزب الوطني المنحل في طريقة التفكير.