قال رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا عبد الله الثني اليوم الأربعاء انه مستعد لمحادثات سلام مع خصومه الذين يسيطرون على طرابلس ويشككون في شرعيته مشترطا ان تقدم كل الأطراف تنازلات. وفي ليبيا برلمانان وحكومتان منذ أن سيطرت جماعة مسلحة من مدينة مصراتة الغربية على العاصمة طرابلس في أغسطس آب وشكلت حكومة ودعت المؤتمر الوطني العام الذي انتهت ولايته لمعاودة الانعقاد بدلا من مجلس النواب المنتخب. وحدد الثني الذي اضطرت حكومته ومجلس النواب المنتخب الى الانتقال مسافة ألف كيلومتر الى الشرق لممارسة المهام شرطا واحدا لاجراء محادثات مع منافسيه. وقال للصحفيين في مطار الخرطوم في ختام زيارة للسودان استمرت ثلاثة ايام إن الابواب مفتوحة للحوار "مع اخوتنا" بشرط تقديم تنازلات من كل الأطراف. وتخشى الدول الغربية ان تتجه ليبيا العضو في اوبك الى حرب أهلية حيث السلطات أضعف من أن تسيطر على المتمردين السابقين على حكم معمر القذافي الذين ساعدوا في الاطاحة به في 2011 لكنهم يتحدون الآن سلطة الدولة لأجل النفوذ والفوز بحصة من ايرادات النفط. وتحاول الأممالمتحدة ترتيب محادثات بين مجلس النواب المنتخب المتحالف مع حكومة الثني وبين اعضاء المجلس من مصراتة الذين يقاطعون جلساته. ولا تضم المحادثات الجماعات المسلحة من مصراته. لكن الدبلوماسيين يأملون أن تؤدي المحادثات في نهاية الأمر الى حوار أوسع لأن اعضاء مجلس النواب من مصراتة يرتبطون بصورة غير مباشرة بالبرلمان المنافس في طرابلس. ولم يوضح الثني التنازلات التي يطلبها أو ما إن كانت الجماعات المسلحة يمكن أن تشارك في المفاوضات. وقال المبعوث الخاص من الأممالمتحدة برناندينو ليون يوم الثلاثاء إن الاقتتال الداخلي يدفع البلاد "قريبا جدا من نقطة اللاعودة". وقال مسعفون إن عدد القتلى بسبب اسبوعين من قتال الشوارع بين قوات مؤيدة للحكومة وجماعات اسلامية مسلحة في مدينة بنغازيالشرقية ارتفع الى 180 شخصا. وتأتي رحلة الثني الى السودان بعد اتهامات متعددة من جانبه بأن السودان وايضا قطر تسلحان الفصائل الاسلامية التي اضطرت حكومته الى الارتحال شرقا. ونفت الخرطوم والدوحة تلك المزاعم وتحدث الرئيس السوداني عمر البشير بنغمة تصالحية اثناء زيارة الثني. وأكد البشير الدعم للجيش الوطني الليبي وأشار إلى برنامج تدريبي لضباطه بدأ قبل ثلاث سنوات وعرض استضافة مؤتمر اقليمي بشأن الصراع الليبي. وقال إن الخرطوم ستستضيف اجتماعا لدول الجوار الليبي على أساس خطة الحوار.