أبدى وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين، استغرابا لتوقيت هجوم دولة جنوب السودان على بلاده في منطقة "هجليج" بجنوب كردفان في ظل الترتيبات التي كانت تجري لزيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا، ووصف الخطوة بأنها تمثل ضربة قاصمة لجهود تطبيع العلاقات بين البلدين. وقال الوزير في حديث لفضائية "الشروق" السودانية بثته الليلة الماضية، إن ادعاء الجنوب باسترداد "هجليج" كشف النوايا العدوانية لدولة جنوب السودان، وأضاف أن "هجوم قوات الحركة الشعبية ومرتزقة دارفور نسف إمكانية اتفاق وقف العدائيات بين الجانبين. واعتبر عبدالرحيم، الذي يزور العاصمة القطرية الدوحة حاليا، أن أي مدخل للسلام بين بلاده وجنوب السودان يجب أن يكون من خلال وقف العدائيات والترتيبات الأمنية، قائلا إنه "لا يمكن الحديث عن اتفاق حول البترول أو خلافه بمعزل عن وقف العدائيات". وجدد وزير الدفاع السوداني سيطرة قواته الكاملة على الأوضاع بمنطقة "هجليج"، ونفى بشكل قاطع تصريحات رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بدخول جيشه إلى المنطقة. من جانبه، أدان الدكتور ربيع عبد العاطي، مستشار وزارة الإعلام والقيادي بحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان، الهجوم على "هجليج"، الاثنين. ووصف عبد العاطي في حديث للموقع الإخبارى الإلكترونى "سوداني نت" زيارة الوفد الجنوبي الأخيرة للسودان بقيادة باقان أموم، رئيس وفد التفاوض الجنوبي، ودعوة الرئيس عمر البشير للقمة الرئاسية بجوبا ب"المسرحية" للهجوم على "هجليج"، مشيرا إلى أن الهجوم غير من استراتيجية الحكومة ودعا لاستنفار على جميع المستويات. وأشار ربيع إلى الخطأ الفادح الذي ارتكبته دولة الجنوب بالهجوم على هجليج، وقال: "إن ما كسبوه من سلام سيخسروه في حرب"، وأضاف أن الجنوب جنى على نفسه بهذا الهجوم بقوله: "على نفسها جنت براقش". وحول تعليق زيارة البشير لجوبا، قال عبد العاطي إن كل الأمور يجب أن تعلق وليس زيارة الرئيس فقط، ونوه إلى أن ما سيحدث بين الشمال والجنوب سيكون أكثر من الحرب في ظل تصاعد الأحداث، مضيفا في ختام حديثه أن العلاقة بين الشمال والجنوب لن تعود لطبيعتها ما لم يفق الجنوب من سكرته.