نادى الزمالك العريق له مكانة كبيرة فى تاريخ الكرة والرياضة المصرية على مدار ما يزيد عن قرن من الزمان؛ حيث تأسس النادى الكبير عام 1911، وعبر هذه السنوات تولى قيادته نخبة من رموز الوطن وكبار رجال الدولة أمثال محمد حيدر باشا وحسن عامر وعبد اللطيف أبو رجيلة، ورموز الرياضة وعلى رأسهم الكابتن محمد حسن حلمى "زامورا ". وقدم الزمالك للرياضة المصرية المئات من النجوم فى العديد من اللعبات الجماعية والفردية، مثلوا مصر فى أكبر المحافل الدولية ورفعوا علمها خفاقا فى البطولات العربية والإفريقية والدولية، حتى أصبح الزمالك قيمة ومعلما من معالم الوطن مثل الأهرامات وقناة السويس وبرج الجزيرة. واكتسبت القلعة البيضاء جماهيرية عريضة فى مصر والعديد من الدول العربية، مما جعله ملكا لأعضائه وجماهيره الغفيرة ولا يمكن أن يصبح ملكا لفرد يتحكم فى مقدراته مهما كان حجم ومكانة هذا الشخص، لأن الكل زائل وسيبقى الزمالك هكذا إلى ما شاء الله. ويبدو أن هناك من يتصور أنه أهم من الزمالك، أو يتخيل أنه قادر على استخدامه سلعة تباع وتشترى دون أن يردعه أحد، وكم كان غريبا أن يخرج علينا رئيس النادى بفكرة غريبة وعجيبة، وهى بيع الأرض التى يقام عليها ستاد حلمى زاموا ليقام عليها "مول تجارى "، ويبدو أنه لا يعلم كم عانى أبناء الزمالك حتى تم بناء هذا الملعب على أكتافهم حتى تم افتتاحه عام 1959، وكم شهد هذا الملعب من أحداث تاريخية، وكم ارتوى بعرق أجيال متتالية من نجومه عبر ما يزيد عن نصف قرن. لن يقبل أبناء النادى واعضاؤه وجماهيره أبدا التفريط فى هذا الصرح الكبير سواء بالبيع أو الإيجار، وإذا كان رئيس الوزراء أو وزير الشباب والرياضة لا يعلمان تاريخ الزمالك العريق فهذه كارثة، وإن كانا يعلمان فيجب أن يتدخلا لإيقاف هذه المهزلة، وقبل أن يستفحل الأمر ويحدث مالا يحمد عقباه.