دفع الحوثيون الشيعة -أصحاب القرار الجدد في اليمن- مقاتليهم نحو معقل للقاعدة اليوم الاربعاء فيما يثير احتمال وقوع مواجهة بين حركة الحوثيين الصاعدة سياسيا والتنظيم السني المتشدد. وقال شهود إن عشرات السيارات التي تقل مقاتلين حوثيين مسلحين شوهدت لدى وصولها لمدينة إب المتاخمة لمحافظة البيضاء معقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الاسبوع الماضي المسؤولية عن هجوم انتحاري على تجمع للحوثيين في العاصمة صنعاء أوقع 47 قتيلا على الاقل. ويرى التنظيم ان الشيعة والحوثيين مجرد عملاء للسلطة الدينية في ايران. وينظر الى ذلك الهجوم على انه مؤشر على غضب القاعدة من استيلاء الحوثيين على صنعاء يوم 21 سبتمبر في هجوم مباغت مكن الحركة من فرض ارادتها على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الضعيفة والمنقسمة. وقال سكان ان بعض المقاتلين الحوثيين تجمعوا في الاستاد الرئيسي في إب التي تبعد 150 كيلومترا جنوبي صنعاء. وقال مسؤول محلي لرويترز "المحافظ ومساعدوه استقبلوا الرجال المسلحين خارج المدينة ودخلوا معهم." وشوهدت قافلة أخرى تتكون من عدة سيارات تقل حوثيين شوهدوا في وقت لاحق على مشارف مدينة تعز التي تبعد 50 كيلومترا الى الجنوب من مدينة إب. ولم ترد على الفور أنباء عن نوايا المقاتلين الحوثيين في إب. لكنهم وصلوا بعد ساعات من اشتباكات بين الحوثيين ومقاتلين من أنصار الشريعة وهي جماعة مرتبطة بالقاعدة قتلت عشرة على الاقل وأصابت العشرات في بلدة رداع بمحافظة البيضاء. وأجبرت ضراوة الاشتباكات التي تحدثت عنها مصادر طبية مساء الثلاثاء عشرات العائلات على الفرار. والحوثيون مصممون فيما يبدو على فرض سلطتهم خارج العاصمة وداخلها على حد سواء. وقال مسؤولون محليون إن الحوثيين وسعوا نطاق نفوذهم يوم الثلاثاء الى ميناء الحديدة المطل على البحر الاحمر ونشروا نقاط تفتيش كما سيطروا على مطار المدينة بالاتفاق فيما يبدو مع الشرطة. والحديدة ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد عدن وهي مدينة جنوبية تطل على خليج عدن. وقال سكان ومسؤول محلي يوم الاربعاء إن هجوما بطائرة بدون طيار أصاب سيارة تحمل مقاتلين من القاعدة في محافظة شبوة. واحترقت السيارة بالكامل ودمرت. وفي مؤشر منفصل على ضعف الدولة اليمنية أعطى انفصاليون جنوبيون يسعون للانفصال عن الشمال انذارا للحكومة لاجلاء جنودها وموظفيها في موعد غايته 30 نوفمبر تشرين الثاني. وطلب الحراك الجنوبي من الشركات الاجنبية المنتجة للنفط والغاز في المنطقة وقف صادراتها على الفور. وجاء في البيان "دولة الجنوب قادمة ولن تمنعنا أي قوة من تحقيق ذلك." ويسعى الحراك الجنوبي إلى استعادة اليمن الجنوبي الذي اندمج مع الشمال عام 1990. واي تحرك نحو الانفصال من جانب الجنوب سيراقب عن كثب في المنطقة الحيوية لامدادات النفط.